كارثة صحية في الأفق؟ مرض غريب ينتشر في السودان ويخلّف وفيات

تتفاقم الأوضاع الصحية في العاصمة السودانية الخرطوم بشكل متسارع بسبب تفشي حالات الإسهال الشديد، مصحوبة في الكثير من الحالات بأعراض غريبة. وذلك في ظل اكتظاظ مراكز العزل واضطرار مئات المصابين أخذ المحاليل في الشوارع المحيطة.
-
كارثة صحية محتملة.. ضبط زيوت فاسدة في النيل الأبيض
-
الكوليرا تنتشر بسرعة في جنوب السودان: تحذيرات من كارثة صحية
وتتضارب البيانات بشأن عدد الإصابات والوفيات في ظل حالة من الفوضى العارمة في القطاع الصحي، ففي حين تحدثت وزارة الصحة عن معدل 700 إصابة أسبوعيا. أكدت مصادر مستقلة أن الأصابات اليومية تتعدى الألف حالة.
ولم تحدد وزارة الصحة العدد الحقيقي للوفيات. لكن متطوعين يقدمون مساعدات للمرضى أشاروا إلى 1500 حالة وفاة في 3 أيام.
-
أزمة صحية خانقة في السودان وسط صمت سلطات الأمر الواقع
-
كارثة إنسانية في السودان.. 25 مليون شخص مهددون بالمجاعة
مشاهد صادمة
عكس مختصون في القطاع الطبي وصحفيون وناشطون مشاهد صادمة. وأوضاع كارثية في مراكز العزل في أم درمان ومناطق أخرى.
ووفقا للصحفية مشاعر أحمد فإن المشهد في مركز العزل بمستشفى النو بأم درمان كان صادما، وقالت إنها شاهدت جثة ملقاة على الأرض عند المدخل. وأن “أنّات المرضى تملأ المكان وجعا ومعاناة، ومرافقوا المرضى يمسكون أنابيب المحاليل بأيديهم لعدم توافر حوامل ..ولجأ الكثير من المرضى إلى ظل الأشجار، مُفترشين الأرض، في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة”.
وقال الناشط غسان جينارو إن شهود عيان أكدوا له أن هنالك 3 وفيات كل 10 دقائق في أم درمان.
أسباب عديدة
ينبه مختصون إلى شح الأدوية والمحاليل الوريدية وغياب أي نوع من التدخل الصحي الممنهج والرعاية الصحية الوقائية والعلاجية. والتشخيصية في ظل خروج 75 في المئة من المستشفيات عن الخدمة إما كليا أو جزئيا، في حين تعمل بقية المستشفيات بإمكانات وسعات متدنية مع نفص حاد في الأطباء والكوادر الصحية.
وتعزي أديبة السيد استشارية الصحة العامة وعضو نقابة أطباء السودان الانتشار المخيف للوباء إلى التدهور البيئي والانهيار الكبير في القطاع الصحي.
وتقول “تزايدت حدة الإصابات بسبب تلوث المياه. وتغير رائحتها وتدهور الأوضاع الغذائية لدى معظم السكان كجزء من التداعيات الكارثية الناجمة عن الحرب”.
-
كارثة علمية.. تدمير مركز أبحاث المايستوما الوحيد في العالم بالسودان
-
“السودان على شفا الكارثة”: تدهور الأوضاع الإنسانية وتصاعد الانتهاكات
وتضيف: “الوضع كارثي جدا حيث تفتقد المستشفيات القليلة العاملة للقدرات اللازمة من كوادر طبية كافية ومخزون دوائي لمواجهة الوضع المتدهور”.
واستنادا إلى معلومات متوافرة، فإن الفحوصات التي أجريت للكشف عن الكوليرا كانت سالبة في معظم الحالات. مما يشير إلى احتمال وجود أنواع أخرى من الإسهالات المائية الحادة غير المرتبطة بالكوليرا تحديدا، وفقا لسلام توتو العضو السابق في لجنة الطوارئ الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
-
الكوليرا تفتك بالسودان.. حصيلة الضحايا ترتفع مع تدهور الخدمات الصحية
-
محلل سوداني: الحرب تهدد بكارثة وطنية شاملة دون حل سياسي عاجل
لكن الفاتح عمر الاستشاري ورئيس القطاع الصحي في حزب المؤتمر السوداني. لم يستبعد وجود ارتباط بين الكثير من الحالات وما يثار من تقارير عن وجود تلوث كيميائي.
ويوضح “هنالك حالات بأعراض مشابهة للكوليرا كالإسهال والقيء. لكن هنالك أيضا أعراض غريبة لم تشخص بعد منها وجود احتقان ونزيف في العيون وتقرح بالجلد وهو ما يثير مزيدا من المخاوف في ظل تأكيدات باستخدام أسلحة كيماوية في العاصمة الخرطوم ومناطق عدة”.
ويضيف “الوضع كارثي ومعقد”، مشيرا إلى أن أعداد الحالات والوفيات أكبر بكثير من المعلن”.
-
كارثة إنسانية في السودان.. الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار للمساعدات
-
تحذير سوداني: الحرب بين الجيش والدعم السريع تدفع نحو كارثة إنسانية
