أحداث

قوات درع السودان تقلق الإخوان.. هل يقود (كيكل) مرحلة إقصاء الإسلاميين؟


يشكل تصاعد نفوذ قائد قوات درع السودان (أبو عاقلة كيكل) مصدر قلق لبعض التيارات السياسية والعسكرية المتحالفة مع الجيش السوداني، لا سيّما الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين)، التي أظهرت تخوفاً من أن يشكل عقبة في طريق انفرادها بالمشهد والحكم في البلاد، فبرزت ملامح من الخلاف بينهما وصلت إلى حدّ الملاسنات العلنية على وسائل التواصل الاجتماعي.

خلافات مماثلة أطلت برأسها كذلك بين (كيكل) والحركات المسلحة التي ينحدر قادتها ومقاتلوها من إقليم دارفور “القوة المشتركة”، ممّا يعيد إلى الأذهان الأيام الأولى لتأسيس قوات درع السودان في كانون الأول (ديسمبر) عام 2022، فقد أظهرت وقتها العداء للحركات المسلحة، وطلبت إلغاء اتفاقية جوبا للسلام، التي شاركت بموجبها تلك الحركات في هياكل السلطة الانتقالية.

تصاعد الخلاف وسط حلفاء الجيش، حتى قبل حسم المعركة مع قوات الدعم السريع، يكشف ملامح مرحلة ما بعد الحرب الحالية، والتي ربما يكون من بين سيناريوهاتها صدام جديد بين تحالف اليوم، الذي تمتلك جميع أطرافه قوات مسلحة في ظل انتشار واسع للسلاح؛ الأمر الذي يدعم فرضية حلول مرحلة أخرى من العنف والاضطراب، وفق ما أجمع عليه محللون تحدثوا مع شبكة (عاين).

مرحلة الاضطراب المحتملة يرجح أن يكون محورها قائد قوات درع السودان (أبو عاقلة كيكل)، بسبب نفوذه العسكري المتصاعد والأطماع في السلطة والوقوف عقبة أمام عودة نظام الحركة الإسلامية التي أنشأتها إلى الحكم مجدداً، رغم أنّ (كيكل) لم يعلن ذلك صراحة حتى اللحظة، وقد أبدى استعداده لتسليم سلاحه للجيش بمجرد انتهاء الحرب.

على خلاف الحركة الإسلامية يظهر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان دعمه الواسع لقوات درع السودان وقائدها (كيكل)، غير أنّ ما يضمره الأخير في أجندته لما بعد الحرب تكشف عنه حالة القلق وسط التيارات الإسلامية، وقد بدأت أذرعها الإعلامية مهاجمته بقوة، رغم أدواره الميدانية التي غيرت خارطة السيطرة العسكرية لصالح القوات المسلحة سريعاً.

تشكلت قوات درع السودان بعد أيام قلائل من تأسيس قوة “كيان الوطن” بوساطة المتحدث الرسمي السابق للقوات المسلحة الصوارمي خالد سعد، ومعه ضباط متقاعدون، عقب انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على الحكومة الانتقالية، وفي يوم 27 كانون الأول (ديسمبر) 2022 أعلن (كيكل) عن نفسه قائدًا لدرع السودان من جبال الغر في سهل البطانة شرقي السودان، وبدأ يتحرك بقواته بحرّية إلى أن وصل إلى تخوم العاصمة عند منطقة حطاب شمال الخرطوم، دون أن يعترضه الجيش.

وفي 21 تشرين الأول (أكتوبر) 2024 شكل انضمام الجنرال (كيكل) إلى معسكر الجنرال عبد الفتاح البرهان في حرب السودان صفعة لقوات الدعم السريع التي أعلن انضمامه لها في آب (أغسطس) 2023. بذريعة دعم المهمّشين ومحاربة “الكيزان”.

يُذكر أنّ قائد قوات درع السودان (كيكل) كان ضابطاً في الجيش السوداني. ووصل إلى رتبة رائد قبل إحالته للتقاعد، وشارك بفاعلية مع القوات المسلحة في حربها ضد الحركات المسلحة في إقليم النيل الأزرق وجنوب شرق البلاد. ويعتقد أنّه كان حلقة وصل في تزويد حلفاء نظام المؤتمر الوطني المعزول (الحركة الإسلامية) في الدول المجاورة بالأسلحة.

وبحسب محللين فإنّ الإخوان يهاجمون (كيكل) عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، لأنّ الإسلاميين يريدون أن يكونوا هم القادة. وعيونهم مفتوحة تجاه ما بعد الحرب حيث يجعل الوضع الحالي (كيكل) منافسًا لهم على السلطة، وستحدث المواجهة متى ما توقفت الحرب. ما لم يتمكنوا من ترويضه، والسبب الثاني عدم انتماء (كيكل) إيديولوجيًا للحركة الإسلامية، وخشية من ارتباطات خارجية دفعت الإسلاميين لمواجهته، لأنّه يهدد بإجهاض مشروعهم السياسي. أمّا السبب الثالث، فهو أنّهم يخشون أن يكون (كيكل) مدعوماً من أطراف إقليمية معادية لهم. كمصر أو غيرها، ممّا يجعله رأس حربة لإجهاض مشروعهم السياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى