قوات الدعم السريع تكشف دور مرتزقة روس في مساعدة الجيش السوداني
نفى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” أن تكون لقواته أي علاقات مع مجموعة “فاغنر” الروسية شبه العسكرية. مؤكدا أنها تدعم القوات المسلحة السودانية، محمّلا الجيش مسؤولية فشل محادثات جدة لتعدد مراكز صنع القرار داخله، وفق وكالة “نوفا” الإيطالية للأنباء.
وقال دقلو إن “الرئيس السابق عمر البشير هو الذي أحضر قوات فاغنر إلى السودان”. مشيرا إلى أنها “لا تزال تربطها علاقة وثيقة بالقوات المسلحة السودانية”.
وقال في حوار أجرته معه وكالة “نوفا” “لقد ذكرنا بالفعل عدة مرات وسنذكر مرة أخرى بشكل لا لبس فيه. لا توجد روابط بين مراسلون بلا حدود وفاغنر. تم إحضارها إلى السودان منذ فترة طويلة من قبل الديكتاتور السابق لتدريب القوات المسلحة السودانية. وكجزء منها اضطرت قوات الدعم السريع للمشاركة في هذا التدريب. لم تكن العلاقات ودية بأي حال من الأحوال. لكن منذ عام 2019، لم تعد لقواتنا أي علاقة مع فاغنر. لا نعتقد أن القوى الأجنبية يجب أن تتدخل في الشؤون الداخلية للسودان”.
وتابع “لسوء الحظ، تفكر إدارة القوات المسلحة السودانية بشكل مختلف. كشفت وثائق فاغنر الداخلية المكتشفة مؤخرًا ما يعرفه الكثير من الناس في السودان منذ سنوات وهو أنه لا تزال هناك علاقة وثيقة بين القوات الروسية ونظيرتها السودانية”. لافتا إلى أن “فاغنر كان يدرب جنود الصف منذ سنوات ويمول القوات المسلحة السودانية لاستخدام القواعد العسكرية في السودان ونقل جنوده وبضائعه في جميع أنحاء البلاد”.
وقال قائد قوات الدعم السريع “يمارس الإسلاميون المتطرفون داخل قيادة الصف سيطرة كاملة على عملية صنع القرار فيها. هؤلاء الأفراد هم من فلول النظام السابق، الذي نما وجوده داخل هرم الصف وغيرها من المؤسسات الدفاعية والتشريعية والتنفيذية في السودان منذ ثورة 2019″، مضيفا “هؤلاء قاموا بتدبير انقلاب عسكري ضد الحكومة الديمقراطية أكتوبر 2021 ، مما أدى إلى تصاعد التوترات والصراع على السلطة داخل السودان”.
وأشار إلى أن “قوات الدعم السريع تعتبر نفسها حماة للشعب وللمبادئ الديمقراطية التي قوضها الانقلاب. فضلا عن ذلك فإن التحالف بين فلول النظام البائد والجماعات الإسلامية المتطرفة يشكل تهديدًا كبيرًا لاستقرار السودان”، متابعا أن “هذه الجماعات تهدف إلى إقامة دولة إسلامية شبيهة بداعش”، مؤكدا أن “قوات الدعم السريع تعمل على الدفاع عن السودان، لا تحمي شعبه فحسب، بل تحمي أيضًا الإنسانية والمنطقة الأفريقية الأوسع من العواقب المحتملة لمثل هذه الأيديولوجيات المتطرفة التي تترسخ”.
وأرجع تعثر محادثات جدة إلى “وجود بعض الأفراد داخل الجيش، مثل القائد عبدالفتاح البرهان، الذين يعطون الأولوية لشهوتهم للسلطة بدلاً من السعي وراء السلام”.
ولفت حميدتي إلى أن “التزام ودعم المجتمع الدولي لحل النزاع في السودان هما خطوتان حاسمتان لضمان مستقبل أفضل للشعب السوداني. من خلال منع أعمال المتطرفين الإسلاميين داخل القوات المسلحة السودانية”، معتبرا أن “مبادرة الوساطة لديها القدرة على تمهيد الطريق لتحقيق سلام دائم. دعونا نأمل أن تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن”.
وزاد “نؤمن إيمانا قويا بالحاجة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لأسباب إنسانية يمكن أن يكون بمثابة جسر لحل دائم لهذا الصراع. لسوء الحظ ، فشلت القوات المسلحة السودانية حتى الآن في الالتزام بوقف إطلاق النار المتفق عليه، بما في ذلك وقف إطلاق النار المؤقت الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والسعودية ، فضلاً عن الاتفاقيات الإنسانية”.
وجدد استعداد قواته للدخول في مفاوضات جديدة واحترام أي وقف لإطلاق النار”، مشيرا إلى أن “القوات السودانية مطالبة بإثبات قدرتها على الالتزام بوقف إطلاق النار الإنساني المؤقت. إذا لم يكونوا مستعدين للقيام بذلك أيضًا ، فمن الواضح أين تكمن نواياهم. وهذا يعني أنهم لا يريدون نهاية هذا الصراع ، بل يريدون المزيد من الحرب”.
وقال إنه “مقتنع بوجود العديد من مراكز صنع القرار داخل وحول قيادة الجيش وأن المفاوضات فشلت حتى الآن بسبب عدم وجود مندوب واحد من القوات المسلحة السودانية قادر على تعزيز موقف موحد على طاولة المفاوضات”.
واستطرد “إذا لم يتم حل هذا الوضع، فمن الصعب للغاية تخيل طريقة للمضي قدمًا. يؤثر العديد من الأشخاص من النظام السابق على جهاز صنع القرار في القوات المسلحة السودانية في هذا الوقت. هذا يثير مشاكل كبيرة للسودان بشكل عام وكذلك على وجه التحديد فيما يتعلق بالمفاوضات لإنهاء هذه الحرب”.
وأوضح أن “إيغاد” كمنظمة إقليمية يمكنها الاستفادة من قنواتها وخبراتها الدبلوماسية لتشجيع الحوار وتعزيز التعاون بين السودان والدول المجاورة لمنع الجيش من تنفيذ ضربات جوية ضد المواطنين، لافتا إلى أن الاتحاد الأفريقي بإمكانه “توفير الدعم السياسي واللوجستي الضروري للمساعدة في خلق بيئة مواتية لمفاوضات سلام ناجحة”.
واختتم بالقول “نقدر ونرحب بأي نهج من قبل المجتمع الدولي لتعزيز السلام وحل النزاعات”، مضيفا أن “الاجتماع المقترح وجها لوجه بين الطرفين المتحاربين، بالإضافة إلى مشاركة إثيوبيا وجنوب السودان والصومال (الذين يشكلون مع كينيا ما يسمى باللجنة الرباعية السودانية)، تعكس جهدا تعاونيا نحو الوساطة”.
وشدد على ضرورة “تشجيع المبادرات التي تسعى إلى إنهاء الأنظمة العسكرية الاستبدادية وتعزيز الحلول السلمية”، معتبرا أن هذه “الجهود الدبلوماسية تشكل منبرًا للحوار والتفاهم والتفاوض وهو أمر ضروري لمعالجة النزاعات المعقدة وتعزيز الاستقرار في المنطقة”.