أحداث

في مواجهة خارطة طريق البرهان.. قوى مدنية تطرح بديلاً سياسياً


تتجه القوى المدنية في السودان إلى تشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” مؤكدين أنهم لا يعترفون بحكومة الجيش التي أعلن عبدالفتاح البرهان عن تشكيلها في بوتسودان، في خطوة جديدة تشير إلى أن سيناريو التقسيم يلوح في الأفق.

و كشف المتحدث الرسمي باسم القوى المدنية المتحدة “قمم”، عثمان عبدالرحمن سليمان، عن عزمهم توقيع الميثاق السياسي في 17 فبراير الجاري، تمهيدًا لتشكيل حكومة سودانية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.

وقال عثمان، في تصريح لـموقع دارفور24 المحلي إن “التوقيع على الميثاق السياسي سيكون في 17 فبراير الجاري في كينيا”.

وذكر أن التنظيمات التي توافقت على الميثاق السياسي تشمل مكونات تحالف القوى المدنية المتحدة “قمم”، وقوى في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، والحزب الاتحادي الموحد، وحزب الأمة بقيادة فضل الله برمة ناصر، والحزب الاتحادي ــ الأصل، علاوة على مكونات الجبهة الثورية، وقوى مدنية وسياسية ومجتمعية أخرى.

وأشار إلى أن اللجان الفنية قد أكملت صياغة وإعداد الدستور المؤقت والميثاق السياسي، إضافة إلى برنامج الحكومة الموازية.

وأوضح عثمان أن المهام الأساسية للحكومة المرتقبة تتمثل في حماية المدنيين، وتوفير خدمات الصحة والتعليم والكهرباء، واستخراج الأوراق الثبوتية، وتوفير المساعدات الإنسانية، وتحايد طيران الجيش الحربي. وشدد على أن الحكومة المرتقبة ليست موازية لحكومة بورتسودان التي لا يعترفون بها.

ويهيمن الجيش على حكومة تمارس مهامها من مدينة بورتسودان شرقي السودان.

وتثير خطوة إعلان الحكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع مخاوف من أن تؤدي إلى انقسام البلاد، بينما يرى البعض أن مؤشرات الانقسام بدأت في تبديل العملة وقيام امتحانات الشهادة السودانية في مناطق سيطرة الجيش.

وكانت قوات الدعم السريع قد توعدت بتغيير المعادلة العسكرية في السودان، وذلك بعد انفتاح الجيش السوداني مؤخرًا على مناطق جديدة في الجزيرة  والخرطوم بحري.

وقد أعلنت الخارجية السودانية، الأحد، أن “قيادة الدولة” طرحت خارطة طريق لمرحلة ما بعد الحرب تتضمن استئناف العملية السياسية وتتوج بإجراء انتخابات عامة.
وتحدثت وزارة الخارجية، في بيان، عن “النجاحات التي حققتها القوات المسلحة والقوات المشتركة والمساندة، وتضييق الخناق علي الدعم السريع  في مختلف المسارح”.
وتابعت “بعد هذه النجاحات طرحت قيادة الدولة، وبعد مشاورات واسعة مع القوي الوطنية والمجتمعية، خارطة طريق للإعداد لمرحلة ما بعد الحرب واستئناف العملية السياسية الشاملة التي ستتوج بعقد الانتخابات العامة الحرة والنزيهة”.

وهذه الخارطة تتضمن أولا “إطلاق حوار وطني شامل لكل القوة السياسية والمجتمعية، والترحيب بكل مَن يقف موقفا وطنيا ويرفع يده عن المعتدين وينحاز للصف الوطني”، وفق البيان.
وثانيا، “تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة لاستئناف مهام الفترة الانتقالية، وإعانة الدولة على تجاوز تبعات الحرب”.
وكذلك “إجراء التعديلات اللازمة في الوثيقة الدستورية، وإجازتها من القوي الوطنية والمجتمعية، ثم اختيار رئيس وزراء مدني لإدارة الجهاز التنفيذي للدولة دون تدخل”.
كما تشمل خارطة الطريق “اشتراط وضع السلاح وإخلاء الأعيان المدنية لأي محادثات مع التمرد”.
وتتضمن أيضا “عدم القبول بالدعوة لوقف إطلاق نار ما لم يُرفع الحصار عن الفاشر (مركز ولاية شمال دارفور)، علي أن يتبع وقف إطلاق النار الانسحاب من الخرطوم وغرب كردفان وولايات دارفور”، حسب البيان.

ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و”الدعم السريع“، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ودعت الخارجية السودانية المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الإفريقي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، إلى “دعم خارطة الطريق باعتبارها تمثل توافقا وطنيا لإرساء السلام والاستقرار في البلاد واستكمال مهام الانتقال”.
كما قالت مصادر عسكرية اليوم الأحد إن من المتوقع تشكيل حكومة سودانية جديدة بعد استكمال استعادة الجيش للسيطرة على الخرطوم.

وأعلن قائد الجيش السوداني السبت اعتزامه تشكيل حكومة انتقالية قريبا، وقال البرهان في كلمة ألقاها في مدينة بورتسودان إن الحكومة الجديدة التي وصفها إما بأنها “حكومة تصريف أعمال” وإما “حكومة حرب”، ستتألف من “كفاءات وطنية مستقلة”. وتابع “من هنا ولاحقًا، نحن الذين نحدد زمان ومكان المعركة وآلياتها التي تحدث الضربات الاستباقية، فالأرض متاحة والأجواء مفتوحة”.

وأضاف أن الحكومة ستكلف “وضع أسس بحيث نستكمل الانتقال إذا كان من خلال فترة انتقالية أو فترة تأسيسية تعد للانتخابات”.

وعلّق المستشار في قوات الدعم السريع محمد طبيق، على خطاب البرهان معتبرا أنه “ما هو إلا مسرحية سمجة لتضليل المجتمع الدولي بأنه نفض يده من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ونسي البرهان أو تناسى بأن مثل هذه المسرحيات ما عادت مقنعة حتى يتم حضورها ومشاهدتها واعادت مسرحية إذهب إلى القصر رئيسا” وأنا سأذهب إلى السجن حبيسا” ما عادت تنطلي على المجتمع الدولي والشعب السوداني “.

وقال البرهان أن من أهداف الحكومة أيضا أن “تعيننا في أن ننجز ما تبقى من الأعمال العسكرية الواجب إنجازها وتطهير كل السودان من هؤلاء المتمردين”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

كما أعلن أنه سيتم وضع وثيقة دستورية قبل تعيين رئيس للوزراء، متعهدا عدم التدخل في مهامه ولا واجباته.

وكان قائد الجيش السوداني قد أعلن عن تعديل وزاري في تشرين الثاني/نوفمبر، استبدل بموجبه أربعة وزراء من بينهم وزيرا الخارجية والإعلام.

ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا مدمرة بين البرهان وحليفه السابق دقلو .

وفي خطابه السبت، استبعد قائد الجيش إجراء مفاوضات مع الدعم السريع ما لم تنسحب قواتها من الخرطوم وغرب كردفان في الجنوب ودارفور في الغرب والتجمع في مراكز محددة.

واستعاد الجيش خلال الأسابيع الأخيرة مساحات واسعة من العاصمة الخرطوم ومحيطها، سيطرت عليها قوات الدعم السريع لحوالى عامين.

وأدى النزاع إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني ودخول البلاد في “أكبر أزمة إنسانية تم تسجيلها على الإطلاق”، وفق منظمة “لجنة الإنقاذ الدولية” غير الحكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى