أحداث

فيديو مضلل يكشف أبعاد حملة حكومة البرهان ضد الإمارات.. ما الحقيقة؟


أظهرت مراجعات لمقطع فيديو انتشر بشكل واسع على المنصات الاجتماعية زعم اعتراض القوات الجوية السودانية طائرة إماراتية محملة بالأسلحة متجهة لمناطق سيطرة قوات الدعم السريع. حجم المغالطات التي تسوق لها قيادة مجلس السيادة السوداني برئاسة عبدالفتاح البرهان ضد الإمارات .والتي تستهدف تشويه سمعتها ودورها الإنساني.

وأثار الفيديو جدلا واسعا على ضوء اتهامات سودانية لا تهدأ لدولة الإمارات بدعم وتسليح قوات الدعم السريع، إلا أنه اتضح أن المقطع الذي انتشر على المنصات الاجتماعية. وقيل إنه يوثق اجبار القوات الجوية السودانية طائرة إماراتية على الهبوط في مطار كنانة الدولي. بعد أن كانت متجهة إلى مطار نيالا، يعود في الأصل للعام 2019 .ويظهر اعتراض القوات الجوية الليبية طائرة مدنية اخترقت منطقة حظر جوي في الجنوب الليبي .وأجبرتها على الهبوط في مطار تمنهنت الدولي وأنه لا علاقة لها بالأحداث الجارية في السودان. ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالإمارات أو ما يتم الترويج له على أنها طائرة إماراتية تقل أسلحة للدعم السريع.

ونُشر الفيديو محل الجدل لأول مرة من خلال القناة الرسمية لمكتب الإعلام التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية. لكن جرى الترويج له من خلال حسابات داعمة لحكومة الأمر الواقع في السودان أو من خلال واجهات إعلامية رسمية أو تدور في فلك قيادة مجلس السيادة السوداني، على أنه اثبات يوثق دور اماراتي مزعوم في تسليح قوات الدعم السريع.

ويأتي ذلك في خضم حملة تضليل تقودها حكومة البرهان ضد دولة الإمارات. التي نفت مرارا صحة الاتهامات الموجهة اليها بالتدخل في الشأن السوداني .ودعم أحد أطراف الصراع على حساب الطرف الآخر وأكدت وقوفها على مسافة واحدة من طرفي الأزمة وأن دورها يقتصر على الجانب الإنساني .ومن خلال المنظمات والهيئات الأممية وبعلمها وبالتنسيق معها.

وأثبت تعاطي الخارجية السودانية مع سفيرها لدى أبوظبي عبدالرحمن شرفي .وغيره من الدبلوماسيين الذين التزموا بمقتضيات العمل الدبلوماسي .وبتعزيز العلاقات الخارجية مع مختلف الدول وبمعالجة عقلانية لأي أزمة دبلوماسية ناشئة. حالة الارباك والانحراف بالدبلوماسية خدمة لأجندة الاخوان الذين يهيمنون على صناعة القرار في حكومة الأمر الواقع.

ولا يخرج موقف قيادة مجلس السيادة من الجهود التي تقودها الإمارات لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، عن الحملة القائمة ضد أبوظبي. فقد حاول مالك عقار نائب رئيس المجلس في بيان موجه للشعب السوداني .والمجتمع الدولي والإقليمي والعربي، الترويج للتحرك الإماراتي الإنساني على أنه تحرك ضد السودان على هامش أعمال القمة الإفريقية، قائلا إن “الإمارات تقوم بتحركات مضرة بالسودان. تهدف إلى عقد مؤتمر خاص على هامش قمة الاتحاد الإفريقي، بمشاركة منظمات دولية. وإقليمية كالأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وإثيوبيا، إلى جانب بعض الدول الأخرى”. مدعيا أن أبوظبي “لا تسعى إلا لتشويه الحقائق واستمرار العدوان على السودان”.

وتناقض ادعاءاته حقيقة الجهود الإنسانية الإماراتية باعتبار أن .ما تقدمه أبوظبي من مساعدات إنسانية معلنة .وعبر الهيئات الأممية تشمل جميع السودانيين المتضررين من الحرب الدائرة إلى جانب دعوات متواصلة للحوار. ونبذ العنف سبيلا لحل الأزمة السودانية والدعوة أيضا لهدنة إنسانية في شهر رمضان.

وكانت الإمارات قد نظمت مؤخرا مؤتمرا إنسانيا رفيع المستوى في أديس أبابا .لدعم الشعب السوداني وأعلنت تقديم دعم إضافي بقيمة 200 مليون دولار. مع دعوة أطراف النزاع لهدنة إنسانية في شهر رمضان.

ورفض الجيش السوداني قبل فترة مبادرة إنسانية أخرى .أطلقتها أبوظبي تهدف إلى وقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان. رغم تفاقم الأزمة الإنسانية في البلد الذي يئن تحت وطأة المجاعة.

ونُظم المؤتمر الإنساني بالتعاون بين الإمارات والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) وإثيوبيا .ويهدف إلى تسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في السودان .الذي يعاني من تداعيات الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وعقد المؤتمر على هامش القمة الثامنة والثلاثين للاتحاد الأفريقي وسعى إلى جذب الدعم والتمويل اللازمين للجهود الإنسانية في السودان. وقد أثار تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي وسط إشادة بجهود المنظمين للتخفيف من معاناة السودانيين .وكان اسنادا في الوقت ذاته للجهود الإقليمية والدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى