تسريبات

عملية بوكو حرام في تشاد: هل للجيش السوداني صلات خفية بالجماعات المتطرفة؟


في ظل تزايد المخاوف من ارتباط وثيق بين كتائب “إخوانية” تقاتل مع الجيش السوداني وجماعات متطرفة عبر الحدود، ألقت العملية التي نفذتها مجموعة تشاد، في منطقة بحيرة بوكو حرام، قرب الحدود مع نيجيريا، وأسفرت عن مقتل نحو 40 جندياً تشادياً مساء الاثنين، الضوء على تهديدات سابقة وجهها ياسر العطا، مساعد قائد الجيش السوداني، إلى تشاد.

 وقد أشار خبراء إلى أن العملية “فضحت علاقة الجيش السوداني بالمتطرفين، ففي تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، وجه العطا تهديدات مباشرة إلى تشاد، متهماً إياها بدعم قوات “الدعم السريع” في الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف نيسان / أبريل 2023.

وصرح العطا أمام جنود في منطقة أم درمان العسكرية قائلاً: “أيادي الاستخبارات السودانية طويلة ويمكن أن تصل إلى أي مكان”.

وأوضح مصدر أمني اشترط عدم ذكر اسمه، أن “هناك علاقات وثيقة بين كتائب إخوانية تقاتل إلى جانب الجيش السوداني وجماعات متطرفة ناشطة في غرب إفريقيا”، مشيراً إلى أن “هذه الروابط تعود إلى تسعينيات القرن الماضي”.

في السياق، صرح الأكاديمي المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، عبد المنعم همت، أن “تهديدات العطا يمكن أن تدعم اتهامات بتورط السودان في تأجيج التوترات في تشاد”.

هذا وتلعب الكتائب والميليشيات التي أسسها تنظيم الإخوان في التسعينيات دوراً بارزاً في دعم الجيش السوداني؛ مع اندلاع الحرب، بالرغم من الجدل حول علاقة هذه الكتائب بجماعات إرهابية عبر الحدود، إلا أن دورها تصاعد بشكل ملحوظ مؤخراً.

وأُدرج السودان سابقاً ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب لأكثر من 24 عاماً بسبب ارتباطات النظام السابق بجماعات متطرفة، متورطة في أعمال إرهابية منها تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998 والهجوم على البارجة الأمريكية “يو إس كول” عام 2000.

وتزايدت المخاوف من أن يوفر الوضع الحالي الهش في السودان وارتباط بعض الجماعات المقاتلة مع الجيش بيئة خصبة لنشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة”.

وظهرت هذه الجماعات، مثل “كتائب البراء”، بالتزامن مع انفتاح نظام الإخوان في السودان في التسعينيات على الجماعات المتطرفة، التي استضافت زعيم القاعدة، أسامة بن لادن.

نشطت منظمات تابعة للإخوان في عدد من البلدان الإفريقية، خصوصاً نيجيريا وتشاد والنيجر ومالي، تحت غطاء العمل التطوعي، وأسهمت هذه الأنشطة في انتشار المدارس الدينية التي يعتقد أنها كانت مصدراً لتفريخ عناصر متطرفة، من بينها جماعة بوكو حرام.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى