طهران تمد أذرعها في الخرطوم: الحرس الثوري الإيراني يسعى لإقامة مصانع مسيّرات في السودان لتعويض خسائره بعد الضربات الإسرائيلية

في تطور سياسي-عسكري يحمل أبعاداً إقليمية خطيرة. كشفت مصادر مطّلعة أن الحرس الثوري الإيراني طلب رسمياً من القيادة العسكرية السودانية السماح له بإقامة مصانع لطائرات مسيّرة داخل الأراضي السودانية، في مسعى لتعويض الخسائر الفادحة .التي تكبّدها في منشآته الحيوية نتيجة الضربات الإسرائيلية الدقيقة خلال الأشهر الأخيرة. هذا التحرك يعكس تصعيداً استراتيجياً في خارطة نفوذ إيران بالمنطقة. ويثير قلقاً دولياً متزايداً من تحوّل السودان إلى منصة خلفية للصراع الإيراني-الإسرائيلي.
-
الدعم السريع يتهم الجيش باستخدام أسلحة محظورة.. والأمم المتحدة تتحرك
-
ولاءات إخوانية وخارجية.. بورتسودان بوابة تأجيج الصراع في السودان؟
خلفية التحرك الإيراني:
شهدت منشآت التصنيع والتطوير التابعة للحرس الثوري في سوريا والعراق وإيران نفسها ضربات جوية إسرائيلية متكررة استهدفت مقرات لتصنيع الطائرات المسيّرة. التي باتت تشكل ركيزة أساسية في عقيدة إيران العسكرية. وفي ظل تصاعد تلك الضربات وتراجع القدرة الإيرانية على إنتاج المسيّرات من داخل أراضيها أو في الساحة السورية. لجأ الحرس الثوري إلى البحث عن “أرض بديلة” بعيدة عن الاستهداف المباشر.
وبحسب المعلومات المسربة، عرضت طهران على الخرطوم دعماً تقنياً وعسكرياً ولوجستياً مقابل السماح بإنشاء منشآت إنتاج مسيّرات يتم تمويهها كمشاريع مدنية. ووفق نفس المصادر، فإن وفوداً أمنية إيرانية زارت السودان سراً خلال الأسابيع الماضية. وعقدت اجتماعات مع قيادات عسكرية بارزة في الجيش السوداني.
-
أذرع الإخوان المسلحة في السودان: من التمكين إلى تفخيخ المستقبل
-
ضربة جوية غامضة في بورتسودان تكشف تورط خبراء أجانب وتسليح إيراني… وصمت يثير التساؤلات من البرهان والحركة الإسلامية
سياق سوداني مضطرب واستغلال إيراني:
الطلب الإيراني يأتي في توقيت بالغ الحساسية بالنسبة للسودان. حيث يشهد البلد حرباً أهلية مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع. ما يجعله عرضة للتدخلات الخارجية وتخشى جهات دبلوماسية أن تستغل إيران هذا الوضع المضطرب لإعادة ترسيخ وجودها العسكري في السودان. الذي كانت قد فقدته بعد سقوط نظام البشير عام 2019.
من المعروف أن نظام البشير سمح سابقاً لإيران باستخدام السودان كمنصة لنقل الأسلحة إلى حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وأُشير إلى وجود مصانع سلاح سرية في البلاد. وقد تم تدمير بعضها في غارات جوية نسبت لإسرائيل، مثل الغارة الشهيرة على مصنع اليرموك عام 2012. واليوم، يبدو أن طهران تحاول إعادة إحياء هذا النموذج، لكن بصيغة مختلفة ترتكز على تكنولوجيا المسيّرات.
-
ما خلف الأبواب المغلقة.. ماذا يفعل الجيش بصواريخ إيران في قلب العاصمة؟
-
شرارة جديدة في دارفور.. مواجهة مباشرة بين الجيش والقوة المشتركة
المخاطر الإقليمية والدولية:
دخول إيران إلى المشهد السوداني مجدداً عبر بوابة التصنيع العسكري لا يشكل فقط تهديداً مباشراً للخصوم الإقليميين لطهران، وعلى رأسهم إسرائيل والسعودية. بل يحمل أيضاً تداعيات كارثية على استقرار القرن الإفريقي بأسره. فوجود مصانع مسيّرات إيرانية في السودان قد يحوّل البلاد إلى نقطة انطلاق لهجمات أو عمليات استخباراتية عبر البحر الأحمر أو حتى ضد دول الجوار الإفريقي.
كما أن مثل هذه المصانع ستكون أهدافاً مؤكدة لضربات إسرائيلية مستقبلية. مما قد يُدخل السودان في دائرة النار دون إرادته، ويزيد من تعقيد أزمته الداخلية. ولا يمكن إغفال أن أي تعاون عسكري مباشر مع إيران قد يؤدي إلى عزلة
-
هدايا إيران القاتلة.. مسيّرات وصواريخ نوعية بيد الجيش السوداني
-
أدلة جديدة تكشف تورط إيران في تأجيج الحرب في السودان
-
طهران تسلّح السودان بطائرات مسيّرة.. والهدف: ضمه إلى محور المقاومة
-
إيران تمد البرهان بالسلاح.. فهل تقترب من بسط نفوذها في السودان؟
-
“الدعم السريع”: البرهان يُسلم السودان لإيران في صفقة سرية
