أحداث

“صوت الأمة الصامت”.. سودانيات يرفعن الصوت ضد البرهان لوقف الحرب


ذهب سياسيون سودانيون، إلى أن صرخات النساء السودانيات في وجه البرهان، مثّلت ضمير الأمة الصامت المطالب بنهاية الحرب، التي أفقرت الشعب وشردته، وقتلت أبناءه.

وتفاجأ قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، بنساء منكوبات بكارثة السيول والفيضانات في منطقة “قوز هندي” شمالي السودان، يصرخن في وجهه بضرورة وقف الحرب بعد ما لحق بهن وبالبلاد من دمار وخراب.

وكان البرهان قد زار يوم الخميس بعض المناطق التي اجتاحتها السيول بالولاية الشمالية، وحينما حاول الاستماع لحديث المتضررين تفاجأ بالمواطنين يطلبون منه وقف الحرب، حيث صاحت النساء “نحن تعبنا يا برهان لا للحرب يا برهان، نحن نايمين في الشارع يا برهان، الحرب فاتت السنة، يا جيشنا الفانا”.

وسجّلت الواقعة تداولًا واسعًا وسط السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدّوها تعبيرًا حيًا عن صوت المواطن السوداني المطالب بوقف الحرب، الذي ظل قائد الجيش يتجاهله ويرفض الجلوس للتفاوض، متبنيًا في ذلك أجندة لا علاقة لها بالمواطنين، وفق ناشطين.

صرخة استغاثة

وفي تعليقه على الواقعة قال رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، إن “المرأة التي اندفعت نحو البرهان خلال زيارته لإحدى مناطق الولاية الشمالية وخاطبته بشموخٍ وحزنٍ ورجاء، وهي تشكو قسوة الحال والتعب من الحرب، تمثل ملايين السودانيين الذين تَغَطّتْ أرض وطنهم بمحاصيل الشقاء والعناء”.

وقال على صفحته بمنصة “إكس” “إنها صرخة استغاثة عفوية وصادقة، لا يجوز الإعراض عنها، ولا يليق بها غير تحكيم العقل والضمير، والتوجه بإرادة جادة لفتح الآفاق المسدودة عبر مسار سلمي تفاوضي وطني لإطفاء نار الحرب، والتوافق على عقد اجتماعي جديد. لتأسيس وطنٍ يضمن شروط الحياة الكريمة لجميع أهله بلا تمييز”.

ضمير الأمة

من جهته قال رئيس حزب الأمة، مبارك الفاضل، إن “حديث نساء منطقة “قوز هندي” للبرهان مثّل ضمير الأمة الصامت المطالب بنهاية للحرب، التي أفقرت الشعب وشردته، وقتلت أبناءه”.

وأكد على منصة “إكس” أن ما “صدحت به نسوة “قوز هندي” يعبّر عن رأي الأغلبية الصامتة في السودان، الذي عبر عنه بوضوح حزب الأمة. ونصح البرهان بالمشاركة في مفاوضات جنيف للاتفاق على إنفاذ مخرجات إعلان جدة”.

وقال الفاضل، “لقد أعدت قراءة اتفاقات السلام الثلاثة الموقعة بين وفد القوات المسلحة السودانية ووفد قوات الدعم السريع في جدة والمنامة. وأشهد بأن كل نصوصها تحقق الحفاظ على الدولة السودانية ووحدة ومهنية الجيش السوداني، وتنقذ الشعب السوداني من التشرد والفقر والإهانة”.

وأوضح أنه لا يوجد في هذه الاتفاقات ما يعطي قوات “الدعم السريع” دورا سياسيا أو عسكريا في السودان، مشيرًا إلى أن اتفاق المنامة. الذي وقعه الفريق كباشي مع الفريق عبدالرحيم دقلو، بوساطة سعودية مصرية إماراتية، تضمّن نصوصا مفتاحية أهمها دمج “الدعم السريع والحركات المسلحة” في الجيش السوداني. وبناء جيش مهني يبعد عن العمل السياسي كليا.

وأشار الفاضل إلى أن اتفاق المنامة نصّ أيضًا على إعادة الحكم للمدنيين. وتأسيس نظام سياسي فيدرالي ديمقراطي منتخب، وإعمال العدالة الانتقالية لمحاسبة من أجرم في حق الشعب أسوة بمعالجة ما حدث من مجازر في رواندا وبروندي. وتمييز عنصري في جنوب أفريقيا.

وأكد أن “عدم مشاركة وفد الجيش السوداني في منبر جنيف. والتصريح باستمرار الحرب لسنوات خطأ كبير، فيه مخاطرة بزوال الدولة السودانية. ويهدد وحدة القوات المسلحة السودانية في حد ذاتها، كما يعبر عن استهتار بالمأساة التي يعيشها الشعب السوداني”.

وأضاف أن “المساومة بالاعتراف بحكومة انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021. مقابل وقف الحرب، مساومة خاسرة سوف تؤدي إلى زعزعة ثقة الشعب في قيادة جيشه. كما رأينا من مؤشر في موقف النسوة في مناشدتهن للبرهان في منطقة قوز هندي”.

فيما أشار أيمن عثمان حسن، إلى أن نساء منطقة “قوز هندي” أسمعن البرهان مطالب وقف الحرب. في ظل وجود من وصفهم بـ”الكيزان” الذين بدؤوا يهتفون: جيش واحد شعب واحد. بعد ما سمعوا أصوات السلام في وجه قائدهم، وفق تغريدة على منصة “إكس”.

بدوره علق القيادي بالحزب الجمهوري، عبد الجبار إبراهيم، على مطالبة نساء منطقة “قوز هندي” للبرهان بضرورة وقف الحرب. بقوله إن “حصار قائد الجيش في الشمالية من نساء بلادي برفض الحرب والعودة إلى السلام، يفضح دعاوى دعاة الحرب الذين ظهروا في نهاية الفيديو لممارسة متاجرتهم الرخيصة بمعاناة الشعب للعودة إلى السلطة”.

ومن خلال الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لواقعة مطالبة النساء للبرهان بوقف الحرب، تُسمع أصوات تهتف “جيش واحد شعب واحد”. وقد غطت أصوات النسوة اللاتي كن يطالبن بوقف الحرب.

وأضاف جبار على منصة “إكس”، “لقد شكا الشعب مُر الشكوى للبرهان، علّه يعود لرشده، ويوقف الحرب طالما وقفت قيادة قوات الدعم السريع مع السلام. وإنهاء الحرب رغم انتصاراتها العسكرية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى