صمود تُصعّد: انقلاب 2021 ألغى الشرعية والحرب تنذر بالتفكك

في بيان شديد اللهجة، حذّر التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” من خطورة الوضع السياسي الراهن في السودان، معتبرًا أن وجود سلطتين متنازعتين تقتسمان أرض البلاد يمثل تطورًا بالغ الخطورة لا يمكن تجاهل تبعاته السياسية والاجتماعية. وجاء هذا التحذير في أعقاب إعلان تشكيل حكومة تأسيسية جديدة في مدينة نيالا يوم السبت الماضي، وذلك بعد إعلان حكومة أخرى في مدينة بورتسودان، ما يعكس حالة الانقسام السياسي المتفاقمة في البلاد.
التحالف أكد في بيانه أن هذه التطورات تهدد وحدة السودان بشكل حقيقي، مجددًا موقفه الرافض لشرعية أي سلطة في البلاد منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، ومشدّدًا على أن الأولوية الوطنية يجب أن تتركز على وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، بدلًا من تشكيل حكومات متنازعة تزيد من تعقيد المشهد السياسي وتعمّق الانقسامات.
وكان تحالف “السودان التأسيسي” قد أعلن تشكيل حكومة جديدة تحت اسم “السلام والوحدة”، وشكّل مجلسًا رئاسيًا مكوّنًا من خمسة عشر عضوًا برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كما عيّن محمد حسن التعايشي رئيسًا للوزراء، إلى جانب ثمانية حكام أقاليم يتمتعون بعضوية المجلس الرئاسي بحكم مناصبهم، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا سياسيًا يعكس استمرار حالة الاستقطاب والانقسام في البلاد.
تحالف “صمود” اتهم النظام البائد بلعب دور محوري في دفع السودان نحو الانقسام، مشيرًا إلى أن الحرب الجارية وضعت بذور التفتيت، ومزّقت النسيج الاجتماعي، ونشرت خطابات الكراهية والعنصرية، ما يهدد مستقبل البلاد ووحدتها الوطنية. وفي هذا السياق، جدّد التحالف ترحيبه بالجهود الدولية والإقليمية المتصاعدة لإنهاء الحرب، داعيًا إلى أن تُفضي هذه المبادرات إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح مسارات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية، وضمان حماية المدنيين في مختلف مناطق النزاع.
كما شدّد التحالف على ضرورة أن تتزامن هذه الجهود مع إطلاق عملية سياسية شاملة تعالج جذور الأزمة، وترفض مكافأة النظام البائد على ما ألحقه بالبلاد من دمار وانقسام. وأكد أن استمرار الحرب لن يؤدي فقط إلى تقسيم السودان، بل سيقود إلى تفتيته الكامل، في ظل التناقضات والانقسامات العميقة التي تعصف بمعسكرات القوى المتحاربة والمجتمع السوداني على حد سواء.
وفي ختام بيانه، دعا تحالف “صمود” القوى المدنية الديمقراطية المناهضة للحرب إلى الانتظام في أوسع جبهة وطنية من أجل السلام والوحدة والديمقراطية، والعمل على استنهاض الشعب السوداني للضغط على أطراف النزاع لوقف الحرب فورًا، وتشجيع موقف إقليمي ودولي واسع يدعم وحدة السودان وسلامه وحرية شعبه، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد من الانهيار والتفكك.
