صفقة سرية بين البرهان وحماس: دعم إيراني مقابل النفوذ في السودان

كشف تقرير إسرائيلي عن مخطط يعد له قائد قوات بورتسودان عبد الفتاح البرهان، والميليشيات الإخوانية المتحالفة معه في السودان، لاستضافة عناصر وقيادات حركة حماس، بهدف إعادة بناء الحركة وتنظيمها بعد الضربات التي تلقتها في قطاع غزة بسبب حربها مع إسرائيل.
وقال تقرير لصحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، إن البرهان بات أداة بيد إيران في السودان وبدأ تنفيذ مخططها لإعادة إنتاج حركة حماس المتحالفة معه ومع جماعة الإخوان، مشيرا إلى أن البرهان يوفر ملاذا آمنا لقيادات الحركة وعناصرها في بورتسودان.
في السياق، كشف مصادر سودانية عما أسمته “صفقة مشبوهة” يديرها البرهان من أجل استضافة عناصر وقيادات من حركة حماس، من المتوقع إبعادها عن القطاع في إطار تسويات قادمة لوقف إطلاق النار.
وبينت المصادر، أن حماس تمتعت بنفوذ وامتيازات في السودان خلال عهد البشير وتمتلك العقارات والأراضي، لكن بعد الثورة التي أطاحت بالبشير تم تجميد هذه الأموال، إلا أن البرهان يخطط لتسوية مع قيادات الحركة بشأن هذه الأموال، تضمن المصلحة المشتركة للطرفين.
ومنذ اندلاع الحرب بين قوات بروتسودان و”الدعم السريع” تبنى البرهان سياسة استقطاب المقاتلين الأجانب، كالأورطة الشرقية وعناصر من تيجراي الإثيوبية، وفي مسعاه لاستقطاب عناصر من حماس هو تكريس لهذه السياسة.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن مساعي استقطاب عناصر حماس، مدعومة بضغوط من طهران وحركة الإخوان الإسلامية في السودان “الكيزان” المتحالفة مع البرهان.
وقالت إن العلاقة المتشابكة بين البرهان و”الكيزان” وطهران، إضافة إلى أطراف إقليمية أخرى داعمة لجماعة الإخوان، تمثل إرهاصات لاستقبال عناصر الحركة وتسهيل عملية وصولهم إلى السودان.
وكانت انتشرت في الأشهر الأخيرة صورة تظهر أحد عناصر الميليشيات الإخوانية المتحالفة مع قوات بورتسودان وهو يحمل قذيفة من نوع “الياسين 105” التي تستخدمها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في حربها بغزة، ما أثار تساؤلات حول سبب وطريقة وصول هذه الأسلحة لقوات البرهان.
وأوضحت المصادر، أن هذه الصورة أكدت بشكل مباشر الدور الإيراني في دعم الحركتين الإسلاميتين في غزة والسودان، وتزويدهما بالسلاح ذاته.
من جانبهم، رأى خبراء عسكريون في توجه البرهان لاستضافة قادة وعناصر من حركة حماس، علاوة على تنفيذ المخطط الإيراني في المنطقة، محاولة لإعادة تنظيم خططه العسكرية وتحركاته في الحرب الدائرة على الأرض ضد قوات الدعم السريع، لا سيما أن عناصر حماس باتت تمتلك خبرات عسكرية تؤهلها لإدارة المعارك وإحداث فارق نوعي.
وأضافوا، أن بعض عناصر حماس تمتلك قدرات تكنولوجية تؤهلهم لإعادة تصنيع الأسلحة وتركيبها وكذلك تشغيل تقنيات الطيران المسير الذي تعتمد عليه قوات بورتسودان بشكل رئيس في معاركها.
ووسط التوترات الإقليمية والتحولات السياسية في المنطقة، برزت قوات بورتسودان كلاعب رئيس في محاولة استقطاب الميليشيات الموالية لإيران مقابل تحقيق مكاسب سياسية ومالية.
وهو ما أكده تقرير الصحيفة العبرية، الذي قال إن كل يوم يبقى فيه البرهان في السلطة، يمثل يوما آخر في توسع النفوذ الإيراني في المنطقة، مشيرا إلى أن السودان لم يعد مجرد ساحة حرب أهلية، بل تحول إلى “بؤرة ناشئة” في حملة إيران ضد المصالح الإسرائيلية والغرب، بوساطة البرهان.
ودعا التقرير لتحرك إسرائيلي مباشر أو غير مباشر، لإفشال مخطط البرهان، الهادف لإعادة ترميم حركة حماس بعد هزيمتها في قطاع غزة، بطرق مباشرة أو غير مباشرة، مشيرا في الوقت ذاته، أن على واشنطن كذلك عدم التعامل مع البرهان إلا كوكيل عن طهران في المنطقة يحاول تنفيذ أجندتها.
وأكد التقرير ضرورة فرض عقوبات اقتصادية على نظام البرهان، وبذل جهد استخباراتي دولي مشترك بهدف منع تهريب السلاح لقوات بورتسودان ودعم حكومة السلام السودانية.
ووصف تقرير الصحيفة، البرهان بـ”حارس الإرهاب في السودان”، في إشارة إلى تحالفه الصريح مع طهران، الذي جنى من خلاله الدعم العسكري المتواصل في الحرب التي يشنها ضد قوات الدعم السريع.
