تسريبات

صراع النفوذ: الإخوان والحركات الإسلامية المتحالفة مع الجيش في السودان


برز الكثير من الخلافات في تحالف الحركات المسلحة والإسلاميين داخل الجيش السوداني، لأنّ الطرفين لديهما مصلحة في الاستيلاء على السلطة، خاصة أن الطرفين أتيا عبر صفقات مع الجيش.

وقد ظهرت الخلافات بين الحركات المسلحة التي انحازت إلى الجيش السوداني من جهة، وبين مجموعات من الإسلاميين النافذة داخله من جهة أخرى، في حديث عن محاصصة السلطة الذي جرى تداوله أخيراً، بجانب تصريحات أطلقها حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، أشار فيها إلى تشرذم إسلاميي السودان.

وقال مناوي خلال مشاركته في ندوة سياسية بالعاصمة الفرنسية باريس قبل أيام: إنّ الإسلاميين في السودان تفرقوا إلى قبائل ومناطق، وليس هناك وجود فعلي للإسلام السياسي في البلاد. ورغم أنّه دعم مشاركتهم في أيّ حوار بشأن مستقبل الحكم في السودان، فقد واجه انتقادات عديدة من دوائر محسوبة على نظام الرئيس السابق عمر البشير.

ومن الواضح أنّ تصريحات مناوي، التي تطرقت إلى ضرورة تكوين جيش واحد فور انتهاء الحرب كشرط لتحقيق الاستقرار وسيادة الحكم الديمقراطي، تثير دوماً حفيظة إسلاميين يسعون للانقضاض على أيّ ترتيبات من شأنها إصلاح المنظومة الأمنية عقب الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام البشير، لأنّ ذلك يهدد سيطرتهم على مراكز اتخاذ القرار داخل قيادة الجيش، وما يثبت ذلك أنّ الحركات المسلحة لم يتم دمجها في الجيش، على الرغم من أنّها تقاتل إلى جانب عناصره، وفق ما نقلت صحيفة (العرب) اللندنية.

وأعاد البعض من المحسوبين على التيار الإسلامي تذكير مناوي بالتمرد على الجيش والحكومة خلال فترة حكم البشير، واعتبروا تصريحاته تمهيداً لتمرد جديد، إذا لم تحظ الحركات بكعكة كبيرة داخل هياكل السلطة في البلاد، خاصة أنّ قيادة القوة المشتركة تحقق مكاسب ميدانية في إقليم دارفور.

وكانت صحافية سودانية قريبة من الجيش تُدعى رشا أوشي قد قالت في مقال نشر السبت الماضي: إنّ رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، ومني أركو مناوي قبضا (72) مليون دولار نقداً ثمن مشاركتهما في الحرب، ويضغطان لإعادة توزيع مناصب السلطة، ومنح الحركات المسلحة 50% من مقاعد الحكومة.

وأكد المحلل السياسي السوداني سليمان سري أنّ التحالف بين الحركات المسلحة والإسلاميين مرحلي وهش للغاية ولن يصمد، لأنّ الطرفين لديهما مصلحة في الاستيلاء على السلطة، وأنّ الأطماع ظهرت مبكراً مع إدراك الإسلاميين أن قادة الحركات أتوا إلى السلطة عبر صفقة، ويمكن الانقضاض عليها الآن.

وأوضح لصحيفة (العرب) أنّ “وجود الحركات المسلحة في هياكل السلطة أضر بالمرحلة الانتقالية، وأسهم في الانقلاب على القوى المدنية، كما أنّ قادة الحركات أثاروا مشكلات وخلافات مع القوى المدنية أكثر من خلافاتهم مع المكون العسكري”.

ويخشى إسلاميو السودان الوصول إلى السلام، فهم يدركون أنّه لن يكون لديهم مكان في السلطة، كذلك الوضع بالنسبة إلى الحركات المسلحة التي تدرك أنّ القوة ستكون في صالح القوى المدنية، ويتمثل الهدف الرئيسي للبقاء في السلطة عبر تغذية الصراعات وليس من خلال الوصول إلى الاستقرار، ممّا يجعل الشعب السوداني مقتنعاً بأنّ وجود الإسلاميين في السلطة هدفه حماية الشعب عبر فزّاعة الأمن التي لا تتوقف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى