تحقيقات

صراع السودان يفاقم أزمة دارفور


موجة نزوح جديدة وكبيرة تشهدها ولايات دارفور إثر الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع“، فاقمت الأوضاع الإنسانية.

وأكد شهود عيان اندلاع اشتباكات جديدة، الخميس، بمدنية نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة في صفوف المدنيين.

وحسب الشهود، فإن “المدينة تشهد تدهورا مريعا في خدمات المياه والكهرباء والإمداد الدوائي، جراء الاشتباكات المستمرة بين الأطراف المتقاتلة”.

ويقول المواطن آدم عيسى، إن “الاشتباكات المسلحة في نيالا أجبرت المدنيين على الفرار من منازلهم طلبا للحماية”.

وأضاف عيسى أن “القصف العشوائي، ونقص الغذاء أدى إلى هروب المواطنين من منازلهم بحثا عن الأمان”.

وتسعى قوات “الدعم السريع” منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل الماضي للسيطرة على الفرقة 16 مشاة بولاية جنوب دارفور باعتبارها منشأة عسكرية استراتيجية.

كما أفاد الشهود أن “مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور تشهد أوضاعا متفاقمة جراء الاشتباكات المتقطعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ما أدى إلى زيادة أعداد النازحين الفارين إلى تشاد المجاورة”.

وطبقا للشهود، فإن مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، تعاني أيضا نقصا في المواد الغذائية، ما أثر سلبا على حياة المواطنين.

وأكد الشهود أن مستشفى المدينة، يعاني من تكدس المرضى جراء نقص الإمداد الدوائي والكوادر الطبية.

وشهدت ولايات دارفور منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، منتصف أبريل الماضي، اشتباكات مسلحة خاصة في مدن نيالا، والجنينة، وزالنجي وكاس وأم دافوق وكتم، ما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.

ومع تطاول أمد الحرب، تعرض شريان الحياة الذي يحمل المواد الغذائية والأدوية ومستلزمات الحياة والإغاثة لكل إقليم دارفور– قبل يومين- لإطلاق نار في منطقة الكومة بشمال دارفور من بعض المتفلتين.

وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”: “نترحم على الأموات وعاجل الشفاء للجرحى ونعبر عن بالغ أسفنا وعميق حزننا على هذا الحادث المؤسف غير المقصود.”

وأضاف، “بعد سماعي للخبر ظللت متابعا للأمر وشرعت في تكوين لجنة من كل الأطراف – القوة المشتركة وأهلنا من الزيادية لإزالة اللبس حتى نصل إلى الحقائق ونلتمس من جميع الأطراف الالتزام بضبط النفس والهدوء والعقلانية رغم مرارة الفقد وآلام الجراح، ومن جانبنا نتحمل كحكومة لإقليم دارفور مسؤولية الضحايا من الطرفين ونكرر حار التعازي للأهل والمجتمع والأسر، ونعدكم بحسم هذا الأمر في أقرب سانحة مع الجهات المختلفة”.

غضب أممي

وأعربت الأمم المتحدة، الخميس، عن غضب شديد إزاء مقتل 6 نازحين وتشريد الآلاف بعد إحراق ملاجئهم أثناء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” بولاية وسط دارفور في سبتمبر/أيلول الماضي.

وذكرت منسق الشؤون الإنسانية في السودان كليمنيتن نكويتا سلامي، في بيان : “أشعر بالغضب الشديد إزاء التقارير التي تفيد بمقتل 6 نازحين وتشريد حوالي ألفي و300 شخص آخرين بعد إحراق ملاجئهم أثناء الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالقرب من معسكر الحصاحيصا بولاية وسط دارفور في 26 سبتمبر الماضي”.

وأضاف البيان: “وتشير تقارير أخرى إلى تضرر المضخات التي تزود المعسكر بالمياه، مما أدى إلى قطع الإمداد عن النازحين. وبحسب ما ورد احتل المقاتلون مدرسة بالقرب من المعسكر حيث قصفوا خصومهم مما عرض النازحين لخطر الوقوع في تبادل إطلاق النار.”

وتابع، “منذ أبريل فر حوالي 5.5 مليون شخص من ديارهم بحثا عن ملاذ آمن، حيث نزح 4.3 مليون شخص داخل السودان، و1.2 إلى دول الجوار. هذا العدد الكبير من النازحين في وقت قصير جعل الأزمة بالسودان من أسرع أزمات النزوح نموا في العالم”.

ومضى البيان قائلا: “كثير من هؤلاء النازحين في حاجة ماسة إلى المساعدات المنقذة للحياة والحماية. حيث أفاد قادة المجتمعات داخل المحلية في معسكر الحصاحيصا عن الحاجة الملحة للمأوى والغذاء والحماية والمساعدات الصحية. وكما هو الحال في العديد من مناطق السودان. يحد العنف من وصول المساعدات الإنسانية ويحول دون الجهود المبذولة لتقديم المساعدات.”

وقال: “لقد استمرت المعاناة في السودان لمدة طويلة جدا. وإن الهجمات على المدنيين ومعسكر النازحين أمر غير مقبول. وأحث جميع أطراف النزاع على التقيد بالتزاماتهم بحماية المدنيين والهياكل الأساسية المدنية واحترام القوانين الإنسانية الدولية وقوانين حقوق الإنسان”.

وفي 2003، اندلع في إقليم دارفور. نزاع مسلح بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة حوالي 300 ألف، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.

ومنذ اندلاع الصراع في السودان فشلت كل الجهود الدبلوماسية التي قامت بها أطراف عدة لوقف القتال بين الجانبين، والتوصل لحل ينهي الأزمة.

ومنذ منتصف أبريل الماضي. يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل. أغلبهم مدنيون، وأكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.

ويتبادل الجيش بقيادة البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”. الاتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى