تحقيقات

سيطرة شبه كاملة للدعم السريع على الفاشر وسط تنظيم ممرات آمنة لنزوح المدنيين


الفاشر – 16 يونيو 2025

أفادت مصادر ميدانية متعددة، بينها عناصر في القوات المشتركة وشهود عيان من أحياء متفرقة داخل مدينة الفاشر، بأن قوات الدعم السريع باتت تفرض سيطرة شبه كاملة على مفاصل المدينة وتتحضر لإعلان الانتصار الكامل بعد معارك ضارية طوال الأشهر الماضية المصادر أفادت ان هناك اشتباكات محدودة   في بعض الجيوب التي لا تزال تنتشر فيها وحدات من القوات المشتركة والجيش السوداني. 

ووفقاً للمصادر العسكرية الميدانية، فإن الانهيار المتسارع في صفوف بعض الوحدات داخل القوات المشتركة دفع بأعداد كبيرة من المدنيين إلى النزوح باتجاه الجنوب والغرب، مستخدمين ممرات آمنة تم فتحها تحت إشراف مباشر من وحدات الدعم السريع.  

شهود عيان أكدوا  ايضاً أن حركة النزوح تجري بشكل منظّم وسلمي، وأن وحدات الدعم السريع أصدرت تعليمات صارمة بعدم اعتراض تحركات السكان المدنيين وتأمين مرورهم إلى مناطق بعيدة عن مناطق التماس. 

مصادر من داخل حي الميرغنية وحي الزهور أكدت أن عددًا من الأسر قررت البقاء في منازلها، مشيرة إلى وجود ما يشبه “ضمانات شعبية” بأن لا أعمال انتقامية تُمارس ضد المدنيين، وهو ما يراه مراقبون ميدانيون تطورًا ملفتًا في أسلوب السيطرة على المدن بالمقارنة مع نماذج سابقة من النزاع.

ويُشار إلى أن قوات الدعم السريع لم تعلن رسميًا حتى اللحظة عن “تحقيق النصر” الكامل في الفاشر، رغم تقدمها الميداني الواضح. وتُرجّح مصادر عسكرية أن الإعلان سيُؤجّل إلى حين استكمال خطة تأمين المدنيين والمرافق الأساسية في المدينة. 

وتفيد شهادات ميدانية حصلت عليها فرق تطوعية من داخل المدينة، أن قوات الدعم السريع بدأت بالفعل تنسيقًا لوجستيًا مع فعاليات مدنية لتأمين الغذاء والمياه للعائلات التي قررت عدم مغادرة منازلها، حيث جرى إدخال شاحنات محمّلة بالمساعدات إلى بعض الأحياء، بالتزامن مع حظر جزئي للتجوال في محيط الاشتباكات. 

من جهتهم، عبّر عدد من النازحين الذين وصلوا إلى قرى مجاورة عن أملهم في العودة سريعًا إلى الفاشر، في حال استتبت الأوضاع الأمنية. وقال أحد المواطنين ويدعى “أحمد.م” إن الخروج تم دون عراقيل: “سلكنا المسار الجنوبي وكان هناك أفراد من الدعم السريع ينظمون الحركة ويوجهون العائلات نحو نقاط التجمع، لم نرَ أية مضايقات أو فوضى”. 

وفيما لا تزال بعض الجيوب تخضع لوجود متقطع من القوات المشتركة، تؤكد مصادر على الأرض أن التنكيل بالمدنيين وعمليات التفتيش العشوائي في تلك المناطق يدفع السكان إلى البحث عن مخارج آمنة، وهو ما يبرر حركة النزوح المستمرة.

يُذكر أن مدينة الفاشر شهدت خلال الأسابيع الماضية تصعيدًا حادًا في العمليات العسكرية، إلا أن الأيام الأخيرة سجّلت تحولًا ملحوظًا في ميزان القوى، وسط تزايد المؤشرات على اقتراب نهاية المواجهات في المدينة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى