سياسة الإخوان في السودان.. استغلال العنصرية لتحقيق مكاسب سياسية
شكّلت الحركة الإسلامية في السودان “جماعة الإخوان المسلمين” منذ نشأتها مشروعاً سياسياً استغلالياً يتخفّى خلف عباءة الدين لتحقيق أهداف سلطوية ضيقة. دون اعتبار للتنوع الديني والثقافي والعرقي الذي يشكّل النسيج الفريد للسودان.
واستغل الإسلاميون هذا التنوع لا لتعزيزه. بل لإذكاء الانقسامات وتعميق الفجوات بين مكونات المجتمع السوداني. متجاهلين العواقب الوخيمة التي تترتب على سياساتهم الإقصائية والعنصرية، وفق صحيفة (العرب) اللندنية.
لم تكن دارفور، بتكوينها الاجتماعي والديني المميز. بمعزل عن مشروع الحركة الإسلامية، فقد عمدت الحركة إلى توظيف الإسلام الشعبي في الإقليم كأداة للتغلغل والسيطرة. إلا أنّ هذه السياسات سرعان ما قوبلت بالرفض من داخل الإقليم، وظهرت حركات مقاومة قوية ضد الإسلاميين.
-
السودان.. هل يقود مسلحو الحركة الإسلامية المعارك؟
-
مخاوف متزايدة في السودان من سيطرة الميليشيات الإسلامية على الدولة
هذا الرفض الدارفوري لم يكن مجرد موقف سياسي، بل كان تعبيراً عن عمق المأساة التي زرعتها الحركة الإسلامية في الإقليم. فقد انتهجت سياسات تهميش ممنهجة تمثّلت في إقصاء أبناء دارفور من المناصب الحساسة وحرمان الإقليم من مشاريع التنمية. وبلغ هذا التوجه ذروته في رؤية عبد الرحيم حمدي عام 2005، التي دعا فيها صراحة إلى استبعاد دارفور من خطط التنمية الوطنية بحجة أنّها ليست جزءاً من السودان التاريخي.
والعنصرية المتجذرة لم تقتصر على دارفور وحدها. بل امتدت إلى جميع الأقاليم المهمشة في السودان، ممّا خلق شعوراً بالاغتراب لدى سكان هذه المناطق، وأدى إلى تصاعد التوترات العرقية والقبلية. وقد لعب الإسلاميون دوراً أساسياً في تأجيج هذه الصراعات. سواء من خلال الخطاب الإعلامي الذي يزرع الفتن، أو عبر السياسات العملية التي تُقصي فئات كبيرة من السودانيين عن المشاركة في بناء الوطن.
-
صراع النفوذ: الإخوان والحركات الإسلامية المتحالفة مع الجيش في السودان
-
الوضعية الراهنة للحركة الإسلامية (الإخوان): تحليل شامل من كاتب سوداني
وأكدت صحيفة (العرب) أنّ ما نشهده اليوم من تصفيات عرقية وقبلية هو نتيجة مباشرة لهذه السياسات العنصرية، وأنّ الحركة الإسلامية، التي تدّعي تمثيل الإسلام. تسعى إلى تقسيم السودانيين وفق خطوط عرقية ودينية لتثبيت سلطتها. هذا النهج لا يهدد فقط وحدة السودان. بل يدفع بالبلاد نحو التفكك الشامل، حيث تصبح المكونات الاجتماعية أكثر انعزالاً وعداء بعضها لبعض.
مواجهة عنصرية الإسلاميين تتطلب تحركاً وطنياً شاملاً يعيد إلى السودانيين الثقة في قدرتهم على بناء وطن مشترك. السودان في حاجة إلى خطاب سياسي واجتماعي جديد يضع أسساً عادلة للمواطنة، ويعترف بحقوق جميع مكوناته بغضّ النظر عن العرق أو الدين أو المنطقة.
وهذا الخطاب يجب أن يكون قائماً على الحقائق التاريخية. التي تؤكد أنّ التنوع كان دائماً مصدر قوة للسودان، وليس عامل ضعف كما حاول الإسلاميون تصويره.
-
جرائم حرب ضد الإنسانية ترتكبها الميليشيات الإسلامية في السودان
-
لتفتيت السودان.. تأجيج الحركة الاسلامية لخطاب الكراهية