تسريبات

سلاح الكيماوي في السودان.. جريمة حرب تُرتكب وسط صمت عالمي


في خرق واضح للاتفاقيات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، وسط صمت دولي مريب وتجاهل لمأساة شعب يُباد ببطء في تطور خطير وغير مسبوق، تزايدت المؤشرات على استخدام الجيش السوداني لأسلحة كيماوية ضد المدنيين في عدد من مناطق البلاد.

شهادات من الداخل.. الغاز القاتل يختنق به الأبرياء

من ولاية شمال دارفور إلى منطقة أم درمان، أفادت تقارير ميدانية ومقاطع فيديو وشهادات حية عن حالات اختناق جماعي، وتقرحات جلدية، وإصابات تنفسية حادة بين صفوف المدنيين، خاصة النساء والأطفال، عقب قصف جوي كثيف نفذه الجيش السوداني خلال الأسابيع الماضية.

سكان الفاشر تحدثوا عن “رائحة خانقة لا تشبه الدخان العادي” تملأ الأجواء بعد القصف، فيما أظهرت الصور ضحايا ممددين على الأرض دون أي جروح واضحة، وهي دلائل متكررة تشير إلى استخدام غازات سامة ومحرمة دولياً.

جيش كرتي والعودة إلى التكتيكات القذرة

تصاعدت الأصوات الحقوقية التي تتهم قيادات الجيش، وبالأخص الإسلاميين المحسوبين على علي كرتي، باستخدام أساليب حرب قذرة لإخضاع المناطق الخارجة عن سيطرتهم. ويرى مراقبون أن تكرار استخدام الكيماوي يعكس فقدان المؤسسة العسكرية لزمام المبادرة ميدانياً، فلجأت إلى الإرهاب الكيميائي كوسيلة بائسة لفرض السيطرة.

وفي ظل غياب لجان تحقيق مستقلة أو زيارات مراقبين دوليين للمواقع المتضررة، تبقى الأدلة ميدانية وشعبية، ولكنها كافية لدق ناقوس الخطر.

دعوة للمجتمع الدولي: لا صمت بعد اليوم

تطالب منظمات حقوق الإنسان وأصوات الجالية السودانية في الخارج، بفتح تحقيق فوري تشرف عليه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتوثيق الجرائم المرتكبة في دارفور، والخرطوم، وكردفان، وغيرها.

الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم يضع المجتمع الدولي في خانة الشراكة في الجريمة، أو على الأقل، في خانة التواطؤ بالصمت. على العالم أن يسمع صرخة السودان: أنقذونا من الكيماوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى