تحقيقات

ستة أشهر على نجاح مساعي ‘الإخوان’ لإشعال الحرب في السودان


انطلاقاً من إيمانها بأنّ الحرب الدائرة في السودان “بمثابة الحل والجسر الوحيد الذي يعيدها إلى السلطة”، شاركت (كتائب الظل) التابعة لتنظيم الإخوان في الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل الماضي، ممّا أدى إلى تعقيد الأزمة، ومقتل الآلاف ونزوح الملايين.

بحثاً في أسباب تعطّش (كتائب الظل) إلى الدم. وسعيها لإشعال لهيب الحرب، يرى فائز الشيخ. وهو مستشار رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك. أنّ ثورة 2019 أخرجت الإخوان من المعادلة السياسية، وعلى وجه التحديد حزب المؤتمر الوطني المنحل.

ويقول الشيخ في تصريح لصحيفة “العين”: إنّ الإخوان “يسعون للعودة إلى ما قبل 2019، بترسيم المشهد بالدم، وتطبيق شعارهم فلترق كل الدماء”.

وأشار إلى أنّ “الحرب تعتبر آخر (أوراق) عودة الإخوان إلى السلطة، باعتبار أنّ العملية السياسية لن تستوعبهم، بل وتبعد الجيش عن السياسة. الذي يُعتبر طوق نجاتهم الوحيد”.

الكاتب السياسي السوداني أشرف عبد العزيز يعتقد. من جانبه، أنّ الإخوان “يصرون على استمرار الحرب، باعتبارها خلاصهم في الإفلات من المحاسبة عن قضايا الفساد التي ارتكبوها. وكذلك تمثل آخر نقاط وهْم العودة إلى السلطة عبر بوابة العنف السياسي الذي يجيدونه”.

وأوضح عبد العزيز، في حديثه لصحيفة “العين”،، أنّ الإخوان “لديهم قناعة تامة بأنّ الرهان على المزايدة بالوطنية يشكل أكبر ضامن لتعبئة الشعب للالتفاف حول مشروع الحرب. خاصة في ظل العجز البائن للقوى المدنية وفشلها في توحيد صفها رغم وحدة هدفها بوقف الحرب”.

ولفت عبد العزيز إلى أنّ “الولايات المتحدة أرسلت رسالة عن طريق العقوبات التي وقعتها الإدارة الأمريكية على الأمين العام للإخوان، علي كرتي. مفادها إثبات تورط التنظيم في إشعال الحرب. وبالتالي ضاقت الأرض عليهم. ولم يتبقّ لهم أيّ خيار غير مواصلة الحرب”.

أمّا الكاتب والمحلل السياسي محمد الأسباط، فيقول إنّ الإخوان يعتبرون أنّ هذه الحرب آخر ورقة يلعبون بها، ورافعة تعيدهم إلى السلطة. بعد أن فشلت كل محاولاتهم طوال الأعوام التي أعقبت ثورة ديسمبر 2019.

وأضاف الأسباط، للمصدر ذاته. أنّ الإخوان “يعتبرون أنّ هذه الحرب بمثابة الحل والجسر الوحيد الذي يعيدهم إلى السلطة”.

وأشار إلى أنّهم جميعاً، بمختلف تياراتهم سواء في المؤتمر الوطني أو المؤتمر الشعبي أو الذين تواروا عن العمل السياسي طوال الأعوام الـ (4) الماضية أو الأعوام الأخيرة من عمر حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، كل هؤلاء من دعاة الحرب وحسم المعركة عسكرياً”.

يُذكر أنّ الكتائب الإخوانية ظهرت أثناء الحرب الحالية إلى السطح في معارك “سلاح المدرعات” جنوبي الخرطوم، وقد قتل خلال الاشتباكات محمد الفضل عبد الواحد. وهو ابن أخ وزير الخارجية السابق، مصطفى عثمان إسماعيل.

ويرتبط محمد الفضل بتنظيم داعش، ويشغل منصب أمين الفكر في “الحركة الإسلامية” السودانية، ونعاه أصدقاؤه على منصات التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من نفي قيادة الجيش مراراً وتكراراً. فإنّ تقارير إعلامية ما زالت تردد أنّ تنظيم الإخوان ظل يسيطر على مفاصل الجيش.

وبعد سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير. وقع الاختيار على الإخواني البارز علي كرتي، لتولي منصب الأمين العام للحركة الإسلامية، حيث بقي متوارياً عن الأنظار.

تشريد وإخلاء الشعب السوداني

مع وصول الحرب إلى مرحلة الستة أشهر الأولى، اضطر ما يقرب من 6 ملايين شخص إلى الفرار من منازلهم. هناك حوالي 4.5 مليون شخص نازح داخل السودان، بما في ذلك ما يقدر بنحو 105,000 امرأة حامل حالياً. وقد لجأ أكثر من 1.2 مليون شخص هرباً من القتال الدائر في البلدان المجاورة مثل جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان. وما يقرب من تسعة من كل عشرة من النازحين هم من النساء والأطفال.

الاستغلال والعنف الجنسي

لقد تُركت النساء والفتيات يكافحن من أجل الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية والحماية المنقذة للحياة. حوالي 80% من المستشفيات في المناطق المتضررة من النزاع أصبحت خارج الخدمة. وفي مناطق الخرطوم ودارفور وكردفان، يعمل أقل من ثلث المرافق الصحية بكامل طاقتها. وتبلغ جميع الولايات في السودان عن نقص حاد في الأدوية والإمدادات، بما في ذلك أدوية صحة الأم المنقذة للحياة. وفي البلدان المجاورة، تعتبر البنية التحتية والخدمات الأساسية سيئة، كما أن تدفق الأشخاص الذين يبحثون عن ملجأ أمر مرهق.

لقد كان للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي أثر فادح على النساء والفتيات، حيث تعرض الوصول إلى خدمات الحماية والدعم في السودان وعبر الحدود للخطر الشديد. كما زادت مخاطر الاستغلال والاعتداء الجنسيين بالنسبة للنساء والأطفال الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة أو في مواقع النزوح المكتظة.

يقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان بتنسيق الجهود مع الحكومات الوطنية وحكومات الولايات والشركاء في المجال الإنساني لزيادة الدعم والخدمات التي تشتد الحاجة إليها من أجل الصحة الإنجابية ومنع العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له في المناطق التي بها أعداد كبيرة من النازحين داخلياً في السودان، وفي مواقع الاستقبال/النزوح في البلدان المجاورة. ويشمل ذلك نشر القابلات والفرق المتنقلة والإمدادات لبناء القدرات في مجال صحة الأم ورعاية التوليد في الحالات الطارئة والإدارة السريرية للاغتصاب لتلبية الاحتياجات الصحية واحتياجات الحماية للنساء والفتيات المشردات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى