رمضان في السودان.. نزوح وجوع يفاقمان معاناة الصائمين

استقبل مئات الآلاف من السودانيين في العاصمة الخرطوم، السبت، أول يوم في شهر رمضان في ظروف معيشية صعبة، والبلاد في حالة حرب مستمرة لنحو عامين، خلفت أزمة وصفتها المنظمات الإنسانية الدولية بأنها الأسوأ في تاريخ العالم، لا تزال مستمرة.
وقال متطوعون يعملون في المطابخ العامة لتوفير الطعام للعالقين في مناطق القتال بالعاصمة الخرطوم، لــ”إرم نيوز” إن الوضع في رمضان لن يتغير قياسا بلأيام العادية.
وأضافوا أن الآلاف من المواطنين يعتمدون في طعامهم على هذه المطابخ “التكايا” للحصول على وجبة أو وجبتين في اليوم الواحد.
-
السودان بين الحرب والجوع.. قطع المساعدات الأميركية يعمّق الأزمة
-
الأزمات الإنسانية في السودان: جوع ومخاوف في ظل استمرار الحرب
وقال فضل أحمد النيل، متطوع بأحد المطابخ المركزية بالخرطوم، إنه ليس في مقدور الكثير من الأسر المحاصرة في مناطق متفرقة من الخرطوم، توفير احتياجاتهم المعيشية اليومية، بسبب انعدام المواد التموينية والغلاء الشديد في الأسعار.
وأضاف أن الغالبية فقدوا أعمالهم ومصادر دخلهم منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، وأصبحوا يعتمدون في معاشهم على التحويلات المالية من أقربائهم وبعض الدعم الإنساني.
وذكر المتطوع أنه للعام الثاني يأتي شهر رمضان المعظم دون أن تقف الحرب، وقال: “لن نقف مكتوفي الأيدي، ولن نتخلى عن المواطنين، وسنعمل كل ما نستطيع لمساعدتهم”.
-
الجوع يهدد سكان “الصالحة”.. الجيش يعرقل وصول المساعدات
-
مأساة دارفور: البرد والجوع يحصد أرواح الأطفال والحوامل وكبار السن
وأوضح المتطوع المدني أن الكثير من المطابخ وغرف الطوارئ في ولاية الخرطوم ستستمر في تقديم الوجبات في رمضان، مشيراً إلى أنهم يعتمدون على التبرعات المالية من الخيرين خارج وداخل البلاد، بالإضافة إلى الدعم العيني في تسيير عملهم.
وقال متطوع آخر طلب عدم ذكر اسمه إن المشكلة التي تواجههم هذه الأيام، هي المعارك التي تدور بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع“، في شرق النيل بالخرطوم، مضيفا أن هذا قد يعطل عملنا في تقديم العون الغذائي لأعداد كبيرة من المحتاجين في تلك المناطق. وأشار المتطوع إلى أن ما تقدمه التكايا وغرف الطوارئ من عون قليل جدا لا يكفي في بعض الأحيان سد رمق أسرة صغيرة.
-
السودان ينسحب من نظام عالمي لمراقبة الجوع قبيل تقرير يدينه
-
نزوح ومعاناة.. السودانيون بين الجوع والفيضانات
وأكد أن هذه الجهات التطوعية كلها لم تتلق أي دعم أو مساعدات بالمواد الغذائية والتموينية، من أطنان المساعدات التي وصلت إلى البلاد دعما من الخارج.
ومع حلول رمضان لا يزال ملايين من السودانيين النازحين في مراكز الإيواء والمعسكرات في ولايات السودان المختلفة، يعانون بشدة للحصول على أبسط مقومات الحياة اليومية من الطعام والشراب.
وشكا مواطنون استجابوا لدعوة العودة الطوعية إلى أمدرمان بالعاصمة الخرطوم من عمليات النهب والسلب من قبل أفراد يرتدون أزياء الجيش السوداني، بالإضافة إلى التردي المريع في الخدمات بانقطاع الكهرباء ومياه الشرب لأسابيع طويلة.
-
مثلث الرعب في دارفور.. الجوع والنزوح والحرب يدفعون السكان للهاوية
-
محلل سوداني: الحرب الأهلية تدفع الخرطوم إلى حافة الجوع والمجاعة
وتشير إحصاءات المنظمات الأممية إلى أن أكثر من 20 مليون سوداني بحاجة إلى عون إنساني ضروري، ومئات الآلاف مهددون بخطر مواجهة الموت جوعا في حال لم يتلقوا مساعدات إنسانية بشكل عاجل وفوري خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ورفض قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، مبادرة بوقف إطلاق النار في رمضان الحالي لأغراض إنسانية، وسبق أن رفض إدخال المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين في مناطق سيطرة “قوات الدعم السريع“.
وتتزايد المخاوف وفقا لتقارير دولية من أن يفتك الجوع بأكثر من 700 ألف مواطن سوداني، في وقت اتسعت رقعة الجوع الحاد في 5 مناطق بدارفور وكردفان.
-
جوع متفاقم في السودان: تأثير الحرب على الإنتاج الزراعي
-
أزمة الجوع تتفاقم في السودان.. الملايين بحاجة لدعم غذائي فوري
-
صراع المحاور يزيد من معاناة السودان: النزوح والجوع في تصاعد مستمر
