رفض سوداني لمبادرة أمريكية إسرائيلية لإعادة توطين فلسطينيي غزة في شرق إفريقيا

كشفت وكالة “أسوشيتد برس” عن اتصالات أجرتها الولايات المتحدة وإسرائيل مع مسؤولين في ثلاث دول بشرق إفريقيا لمناقشة إمكانية استخدام أراضيها لإعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة. وأوضحت الوكالة أن هذه الدول تشمل السودان، الصومال، ومنطقة أرض الصومال التي تسعى للانفصال عن الصومال.
يأتي هذا التحرك في سياق التصعيد المستمر في قطاع غزة، حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، مما يثير تساؤلات حول الهدف الحقيقي من هذه الاتصالات، وما إذا كانت جزءًا من مخطط طويل الأمد لتغيير التركيبة الديموغرافية للقطاع.
السودان يرفض المبادرة وسط أزماته الداخلية
أكد مسؤولون سودانيون أن بلادهم رفضت المبادرة، مشددين على أن السودان ليس طرفًا في أي ترتيبات من هذا النوع. ويأتي هذا الرفض في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المضطربة في السودان، حيث يعاني من صراع داخلي بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما يجعله غير قادر على استيعاب مثل هذه المشاريع المثيرة للجدل.
إضافة إلى ذلك، فإن الموقف الشعبي السوداني حيال القضية الفلسطينية واضح، إذ يُنظر إلى أي خطوة نحو إعادة توطين الفلسطينيين خارج وطنهم على أنها مساعدة في تنفيذ المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تفريغ غزة من سكانها. كما أن السودان، رغم التطورات الأخيرة في علاقاته مع إسرائيل، لا يزال محكومًا باعتبارات داخلية وإقليمية تمنعه من الانخراط في مثل هذه المشاريع.
الصومال وأرض الصومال: خيارات معقدة
بالنسبة للصومال، التي تعاني من تحديات أمنية وسياسية، فإن قدرتها على استقبال لاجئين فلسطينيين تبدو محدودة، لا سيما في ظل استمرار العمليات الإرهابية التي تشنها حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة. أما “أرض الصومال”، التي أعلنت انفصالها عن الصومال وتسعى للحصول على اعتراف دولي، فقد تنظر إلى مثل هذا المقترح كفرصة لتعزيز علاقاتها الدولية، لكن القرار سيواجه معارضة داخلية قوية.
ورغم أن تفاصيل هذه المبادرة لا تزال غير واضحة، فإن مجرد طرح الفكرة يثير تساؤلات حول أهداف الولايات المتحدة وإسرائيل، وما إذا كانت هناك دول أخرى مطروحة في القائمة، وسط قلق متزايد بشأن مصير سكان غزة في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
