“رسالة إلى البرهان”.. تشاد تعزز قواتها العسكرية على حدود السودان
في خطوة غير مسبوقة، نشرت تشاد تعزيزات عسكرية على الحدود مع السودان لحماية الأمن الداخلي من تسلل قوات تحارب في معارك الفاشر.
ومن هذه القوات ميليشيات مسلحة أو معارضة تشادية. تحارب في صفوف الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع.
وقد حققت قوات الدعم السريع انتصارات على القوات المتحالفة مع الجيش السوداني. التي تفر إلى عدة مواقع منها إلى مناطق متاخمة لتشاد، ما أصبح يشكل تهديدا أمنيا لنجامينا.
-
“الدعم السريع” تفشل مخططات الجيش السوداني في الفاشر وتعمق محنته
-
اغتيالات وفرار: الجيش السوداني يشهد اشتعالاً من الداخل
حول ذلك قال محللون إن نشر هذه القوات من جانب تشاد على حدودها. يحمل رسالة تهديد إلى الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه.
خطر أمني
ويعتقد رئيس تجمع “كردفان” للتنمية، السياسي السوداني الطيب الزين. أن ما أقدمت عليه تشاد يؤكد أن لديها معلومات بوجود خطر يهدد أمنها. سواء على مستوى الحدود بين البلدين أو ربما لاحتدام المعارك ما بين قوات الدعم السريع وميليشيات الحركات المتحالفة مع فلول النظام السابق في السودان.
-
هل أغلق تصعيد الجيش السوداني الباب أمام فرص السلام؟
-
هل يجر الجيش السوداني الحركات المحايدة إلى دائرة الصراع؟
ويقول الزين إن نشر هذه القوات يحمل رسالة إلى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان. والحركات المسلحة المتحالفة معه بأن تشاد قادرة على أن تحمي أراضيها. وأيضا أن تساهم في تعقيد المشهد بشكل أو بآخر، إذا ما حاول أي طرف نقل الصراع إلى داخل تشاد.
ويرى الزين أن هذه الرسالة ناتجة عن تهديد بعض الأصوات من جانب الداعمين للحرب في السودان، بالقيام ببعض الأعمال التي قد تؤثر على الوضع في تشاد. ولذلك تكونت لدى القيادة التشادية قناعة بأن الوضع يستدعي وجودا عسكريا على الحدود مع السودان.
-
الدعم الخارجي يواصل تغذية تصعيد الجيش السوداني للصراع
-
تسليح الجيش السوداني من الخارج: رحلة الأسلحة وآثارها على الأزمة الإنسانية
معارك الفاشر
ويؤكد المحلل السياسي السوداني، عارف القائم. أن قيام تشاد بنشر التعزيزات العسكرية بهذا الشكل يأتي لما تشهده معارك الفاشر من احتدام المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ظل ميل الكفة إلى الأخيرة.
وقال إن ذلك يترتب عليه هروب قوات تحارب مع الجيش نحو داخل الأراضي التشادية. كمكان لإعادة التموضع والدخول مجددا إلى السودان، ولكنها ستشكل خطرا وتهديدا على الداخل التشادي.
-
مصادر تسليح الجيش السوداني: كيف تصل الأسلحة؟
-
جريدة بريطانية: دلالات انضمام الجيش السوداني إلى تحالف روسيا-إيران: تحليل
وأوضح القائم أن هذا ما جرى في عدة معارك خلال الأشهر الأخيرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
وأشار إلى وجود قوات في صفوف المعارضة التشادية تتسلح من الجيش السوداني مقابل مواجهة قوات الدعم السريع. وتشكل خطرا عند العودة بشكل مسلح إلى تشاد.
وأكد تعاون المعارضة التشادية مع حركات مسلحة سودانية، تجمعها روابط قبلية. ما يجعل ذلك تهديدا على الأمن القومي التشادي.
-
الجيش السوداني يفاقم معاناة المدنيين بعرقلة المفاوضات وتعطيل وصول المساعدات
-
الجيش السوداني يكشف عن تسلّمه أسلحة نوعية: من الممول؟
ولفت القائم إلى أن تشاد تعمل من خلال ضبط الحدود بهذا الشكل على حماية أمنها الداخلي من أي تهديد، لا سيما ما يحدث من معارك وما وراءها في السودان. وأيضا الوقوف على أية تنظيمات داخلية تجمعها مصالح تتعلق بتجارة السلاح بالتعاون مع عصابات في دول أخرى.