رسائل البرهان بعد لقائه زيلينسكي: الاستعداد للقاء حميدتي ودعم الحل السلمي
لقاء يحمل بين طياته المزيد من الحرب، حيث التقى قائد الجيش السوداني، رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في لقاء بمطار شانون الآيرلندي، وهو لقاء غير مرتب له مسبقاً.
اللقاء على الرغم من كونه لقاء عابرا بالمطار إلا أنه حمل الكثير من التشاورات حول الأوضاع في السودان وفي أوكرانيا، أيضاً، وشهد على مناقشة تصدير الحبوب إلى السودان وكيف يدعم السودان مبادرة أوكرانيا.
اتهامات متبادلة
وقد ألقى قائدا طرفي الصراع في السودان خطابين متباينين أمام الأمم المتحدة، أحدهما من على المنصة بمقر المنظمة في نيويورك، والآخر عبر تسجيل فيديو نادر.
وتبادل قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع حميدتي ، الاتهامات بالمسؤولية عن إطلاق شرارة الحرب التي أدت إلى نزوح أكثر من خمسة ملايين شخص حتى الآن.
الحوار بين البرهان وحميدتي
وقال البرهان خلال اللقاء إنه مستعد للحوار مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان “حميدتي”، الذي يخوض حرباً ضده مستمرة منذ 6 أشهر، مشيراً إلى أنه يفضل التوصل إلى حل سلمي لإنهاء الصراع في السودان.
وأكد البرهان في لقاءات عقدها مع وسائل إعلام عربية وغربية في نيويورك، أنه واثق من النصر، لكنه اعترف بأنه اضطر إلى نقل مقر قيادته إلى بورتسودان لأن القتال في العاصمة الخرطوم جعل من المستحيل على الحكومة الاستمرار.
وفي مقابلة مع قناة «بي بي سي»، أعلن البرهان استعداده، من حيث المبدأ، للاجتماع مع حميدتي، والتحدث إليه ما دام أنه ملتزم بحماية المدنيين. وهو ما تم الاتفاق عليه في جدة. وقال: نحن مستعدون للمشاركة في المفاوضات. وأضاف: إذا كانت قيادة هذه القوات المتمردة ترغب في العودة إلى رشدها وسحب قواتها من المناطق السكنية والعودة إلى ثكناتها. فسوف نجلس مع أي منهم، خاصة إذا التزم بما تم الاتفاق عليه في جدة. سنجلس لحل هذه المشكلة.
البرهان يريد وقف الجماعات المسلحة غير الشرعية
وقد بحث البرهان مع زيلينسكي. أنشطة الجماعات المسلحة غير الشرعية التي تمولها روسيا في السودان. حسب إفادة للرئيس زيلينسكي على منصة إكس. بينما قال البرهان في لقاءات إعلامية بنيويورك إنه طلب من الدول المجاورة التوقف عن إرسال مرتزقة لدعم قوات الدعم السريع وأشار إلى أن الغرض من الزيارات كان البحث عن حلول. وليس الدعم العسكري. لكنه طلب من الدول الأخرى وقف الدعم الخارجي الذي يؤكد أن قوات الدعم السريع تتلقاه.
وقال البرهان: طلبنا من جيراننا مساعدتنا لمراقبة الحدود لوقف تدفق المرتزقة. وهناك كثير من المقاتلين الأجانب في هذه القوات أتوا من جميع دول الجوار. وسيكونون في المستقبل خطراً على الدولة السودانية ودول الإقليم.
وجدد البرهان التزامه بنقل السلطة إلى المدنيين عبر حوار سياسي. بعد إيقاف الحرب وترتيب الأوضاع الأمنية، يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية كاملة. تشرف على الفترة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات.
ويقول الباحث السياسي السوداني، محمد إلياس. إن السودان يشهد “تصعيدا دبلوماسيا” من جانب البرهان يستهدف من ورائه إعلاء سقف مستقبل الحوار فيما يخص الموقف الدولي لدعم الحكومة السودانية.
وأضاف إلياس في تصريحات خاصة للعرب مباشر. أن هذا الاتهام سياسي، وأكبر من كونه مجرد اتهام بالإرهاب. إنما هو محاولة لكسب مواقع متقدمة في المفاوضات المقبلة، ولذلك عرض المفاوضات.
ويقول المحلل السياسي السوداني. شوقي عبد العظيم هناك إشكالية في أن يتفاعل المجتمع الدولي مع دعوة البرهان وتصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية.
وأضاف عبد العظيم أن في حال تمت الاستجابة لدعوة البرهان وتم توصيف قوات الدعم السريع بأنها منظمة إرهابية، فستسقط بذلك عمليا إمكانية إقامة حوار مع الدعم السريع.