دون توقيع هدنة التزام الطرفان بحماية المدنيين
التزم طرفا الصراع في السودان في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة على حماية المدنيين وإمدادات المساعدات الإنسانية. لكنهما لم يتفقا على وقف إطلاق النار ولا يزالان متباعدين وذلك وفق تصريحات مسؤولين أميركيين.
وأضاف المسؤولون أنه بعد المحادثات التي جرت على مدار أسبوع في مدينة جدة السعودية الساحلية، وقع الجيش السوداني. وقوات الدعم السريع إعلانا بأنهما سيعملان معا من أجل وقف قصير الأجل لإطلاق النار خلال إجراء مزيد من المحادثات.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية مشترطا عدم نشر هويته إن “الطرفين متباعدان جدا”.
وجاء في نص الإعلان الذي صدر عقب المحادثات أن الطرفين يلتزمان “بإعطاء الأولوية للمناقشات بهدف تحقيق وقف إطلاق نار قصير المدى. لتسهيل توصيل المساعدة الإنسانية الطارئة واستعادة الخدمات الأساسية”.
وذكر بيان صدر عن وزارة الخارجية الأميركية أن الطرفين سيركزان على التوصل إلى اتفاق لوقف فعال لإطلاق نار لمدة تصل إلى حوالي عشرة أيام.
وقال المسؤول الأميركي الكبير إن المفاوضين الذين يعملون مع الوسطاء السعوديين والأميركيين سيبحثون بعد ذلك تدابير أمنية محددة لحماية إمدادات المساعدات الإنسانية.
وأوضح بيان وزارة الخارجية أن التدابير “ستشمل آلية لمراقبة وقف إطلاق النار مدعومة من الولايات المتحدة والسعودية ودوليا”.
وقال وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان في تغريدة على تويتر إن المحادثات والالتزام بحماية المدنيين “يأتي كخطوة أولى، وستتبعها خطوات أخرى”.
وأضاف “الأهم هو الالتزام بما تم الاتفاق عليه، والمملكة ستعمل حتى يعود الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق”.
كما أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في اتفاقهما الالتزام “بجدولة المناقشات الموسعة اللاحقة لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية”.
ونشر حزب الأمة السوداني بدوره عبر صفحته بفيسبوك تفاصيل الاتفاق والذي يهم اساسا. “التمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية. والامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب في أضرار مدنية عرضية والتي تكون مفرطة مقارنة بالميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة”..
كما ينص على “اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، مما يهدف إلى إخلاء المراكز الحضرية بما فيها مساكن المدنيين. فعلى سبيل المثال والابتعاد عن استخدام المدنيين كدروع بشرية”.
وقال المسؤول الأميركي إن الانتقال من وقف مؤقت لإطلاق النار، عند الموافقة عليه، إلى وقف دائم للأعمال القتالية سيكون عملية طويلة. ولكن واشنطن تأمل في أن تؤدي موافقة الطرفين على التوقيع على الإعلان اليوم الجمعة إلى تزايد الزخم.
وأردف قائلا إنه من المتوقع أن تشارك جماعات مدنية في وقت لاحق في المحادثات.
ووصف تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، المؤلف من أطراف مدنية تدعم الحكم الديمقراطي. الإعلان بأنه “خطوة أولى مهمة صوب إنهاء الحرب الدائرة في البلاد”، وحث الطرفين على الالتزام به.
وهزت الاشتباكات منطقة الحلفايا، وهي أحد مداخل العاصمة الخرطوم، أمس الخميس وسمع السكان أزيز طائرات حربية تحلق فوق العاصمة ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين، وإن بدا القتال أهدأ مما كان عليه يوم الأربعاء.
ولم يظهر أي من الطرفين علنا استعداده لتقديم تنازلات لإنهاء الصراع الذي اندلع فجأة الشهر الماضي ويهدد بانزلاق السودان إلى حرب أهلية. وحصد القتال أرواح المئات وتسبب في أزمة إنسانية.
وانتُهكت اتفاقات هدنة سابقة مرارا ليواجه المدنيون ظروفا مرعبة طغت عليها الفوضى. وعمليات القصف مع انقطاع الكهرباء والمياه ونقص الطعام وانهيار النظام الصحي.
دفن لائق للموتى
وقال المسؤول الكبير بوزارة الخارجية الأميركية إن الإعلان الذي تم توقيعه في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة يهدف إلى تحسين تدفق المساعدات الإنسانية والبدء في استعادة خدمات المياه والكهرباء.
وأضاف أن الوسطاء يأملون في أن يتسنى. “ترتيب انسحاب قوات الأمن من المستشفيات والعيادات، ودفن الموتى بطريقة لائقة”.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 600 شخص قُتلوا في السودان وأُصيب أكثر من خمسة آلاف جراء القتال. وذكرت وزارة الصحة أن 450 على الأقل لقوا حتفهم في منطقة دارفور الغربية.
وفر كثيرون من الخرطوم ودارفور وتسبب القتال في نزوح 700 ألف داخل البلاد ولجوء 150 ألفا إلى الدول المجاورة، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.
ونددت دول غربية بالانتهاكات التي يرتكبها الجانبان خلال اجتماع لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، لكن سفير السودان قال إن الصراع “شأن داخلي”.