تحقيقات

دلالات الظهور العلني لرموز إخوان السودان وسط الصراع السياسي


أثار الظهور العلني المتكرر لرموز من حزب (المؤتمر الوطني) “ذراع الإخوان المسلمين في السودان” خلال الفترة الماضية، أثار مخاوف شريحة كبيرة من النشطاء السياسيين.

وأطلّ إبراهيم محمود، وهو أحد المتنازعين على رئاسة (المؤتمر الوطني)، بعد استقباله في مطار بورتسودان يوم الثلاثاء الماضي، وخاطب السودانيين بعد نحو عامين من تواجده في تركيا.

كما ظهر والي ولاية سنار السابق أحمد عباس، وهو من رموز الإخوان المسلمين، مرتدياً الزي العسكري، إلى جانب نائب القائد العام للجيش شمس الدين الكباشي في منطقة جبل موية، التي استردها الجيش قبل أيام عدّة.

ووفق ما نقلت صحيفة (الشرق الأوسط)، فقد عدّت قوى مدنية تلك التحركات “محاولة لاستعادة الحزب المنحل” لسلطته التي فقدها بالانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكم البشير، ورأى آخرون أنّها “دليل على تحالف الإسلاميين وواجهتهم حزب (المؤتمر الوطني) مع الجيش”.

وقد خاطب محمود في كلمة مقتضبة بمطار بورتسودان مواطنيه بالقول: “الشعب السوداني لن يخدع مرة أخرى بقصص وحواديت المعارضة”، ساخراً من تحميل المسؤولية عن مشكلات البلاد للكيزان”.

وانتقد محمود سياسات رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بشأن التطبيع مع إسرائيل.

وأكدت الصحيفة في تقرير لها أنّه يدور صراع تنظيمي داخل (المؤتمر الوطني) بين (3) جبهات تمثل كلاً من: الأمين العام لـ (الحركة الإسلامية) علي كرتي، ورئيس الحزب بعد إطاحة البشير، أحمد هارون، ومجموعة بقيادة نافع علي نافع تدعم رئاسة إبراهيم محمود.

وقال القيادي في “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” (تقدم) شهاب إبراهيم في تصريح صحفي: إنّ “الظهور العلني لقيادات (المؤتمر الوطني) يُعدّ تدشيناً لمرحلة جديدة من الحرب، وقيادتها باتجاهات أكثر سوءاً”.

وأبدى شهاب إبراهيم تخوفاً من أن تسهم تلك الشخصيات في تعبئة أنصارهم ضد مكونات المجتمع السوداني، وبالتالي التهديد بانقسام مجتمعي، وليس فقط الحشد ضد قوات الدعم السريع. 

ورأى أنّ “الخطاب الدعائي الحربي الذي يقوده (المؤتمر الوطني) سيدفع البلاد إلى الانقسام، ليس على غرار ما حدث مع جنوب السودان، بل إلى أكثر من دولة.

 وعلى المستوى الداخلي للحزب، رأى القيادي في (تقدم) أنّ “الظهور العلني يكشف عن تطور الصراع بين مراكز القوى داخل الحزب”.

ويُعدّ (المؤتمر الوطني) حزباً محلولاً بموجب قانون “تفكيك نظام الإنقاذ” الذي أجيز من قِبل مجلسَي السيادة والوزراء عقب الإطاحة بالبشير عام 2019.

وقد لعب أنصار (المؤتمر الوطني) دوراً فاعلاً في انقلاب الجيش السوداني على الحكومة المدنية التي كان يقودها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عام 2021، كما أنّهم يساندون الجيش بقوة في حربه ضد قوات الدعم السريع، التي اشتعلت عام 2023.

وتقاتل ميليشيات تابعة للإسلاميين مثل (كتائب البراء، والبنيان المرصوص) إلى جانب الجيش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى