تسريبات

دعم مؤقت من الإسلاميين وتنسيق عسكري سعودي: ما وراء زيارة وليد الخريجي لبورتسودان؟


في تطور جديد قد يفتح صفحة غير متوقعة من التحالفات السياسية في السودان، كشفت مصادر مطلعة أن نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، طلب خلال زيارته لبورتسودان لقاءً خاصًا مع الأمين العام للحركة الإسلامية، علي كرتي، في خطوة وصفت بـ”البراغماتية” من قبل دوائر مراقبة.

اللقاء، الذي تم على هامش زيارة الخريجي المفاجئة للبلاد في 12 يوليو الجاري، ركز على طلب سعودي مباشر للحركة الإسلامية لدعم حكومة كامل إدريس بشكل مؤقت، بهدف تخفيف الضغط الخارجي على المجلس السيادي والجيش السوداني، ومنع انهيار التوافق الداخلي في مرحلة حرجة.

ويبدو أن السعودية تسعى عبر هذا الدعم المشروط إلى تمرير رسائل مزدوجة: إحداها إلى الحلفاء الغربيين مفادها أن هناك “استقراراً نسبياً” في السودان، والأخرى إلى القوى الإسلامية داخل البلاد بأنها لا تعارض بقاءهم ضمن التوازنات، طالما التزموا بضبط الشارع وعدم التصعيد.

الجانب الآخر من الزيارة لم يكن أقل أهمية، إذ تعهد الخريجي للبرهان بنقل رسالته العاجلة إلى القيادة السعودية بشأن استعجال وصول الإمدادات العسكرية، وهو ما يؤشر إلى تنسيق أمني وعسكري متقدم بين الرياض والخرطوم، وسط تحديات مشتركة أبرزها النفوذ الحوثي والإيراني في البحر الأحمر.

وتكتسب هذه الزيارة أهمية مضاعفة بالنظر إلى أن كامل إدريس نفسه كان قد وصل إلى بورتسودان قادمًا من السعودية يوم 29 مايو الماضي على متن طيران بدر، بعد لقائه بقيادات سعودية وتلقيه تعليمات محددة تتعلق بأولويات الحكومة السودانية الجديدة.

في ظل هذا المشهد، تبدو المملكة حريصة على ترسيخ نفوذها في السودان عبر أدوات سياسية، دبلوماسية وأمنية، مع الحرص على الإمساك بكل خيوط اللعبة دون التورط المباشر في صراعات داخلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى