تسريبات

دعم بالسلاح أم بالمواقف؟.. العلاقة الغامضة بين الجيش السوداني وإيران


في ظل النزاع الدائر في السودان، تتزايد الاتهامات ضد الجيش السوداني بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين واستخدام الأسلحة الكيماوية، مع أدلة موثوقة بأن هذه الأفعال تتلقى دعمًا خارجيًا من إيران. تقارير ومنشورات على منصات التواصل الاجتماعي أظهرت صورة معقدة للوضع، مما يدفع السؤال عن دور الجيش ومصادر دعمه.

انتهاكات الجيش السوداني ضد المدنيين

وُثقت انتهاكات متعددة من قبل الجيش السوداني ضد المدنيين في مناطق مثل دارفور والخرطوم. من بين هذه الانتهاكات، هجمات جوية عشوائية أدت إلى مقتل عدد كبير من المدنيين، والاستهداف المباشر للبنية التحتية المدنية مثل المستشفيات والمدارس. تقارير دولية ومنظمات حقوقية قدمت دلائل على استخدام الأسلحة الكيماوية، تم ربط هذه الإجراءات بمحاولة لترهيب السكان وتقوية السيطرة العسكرية، مع استفادة الجيش من دعم خارجي لمواصلة حربه ضد قوات الدعم السريع والمعارضين.

الدعم الإيراني للجيش السوداني

في سياق دعمه للجيش السوداني، تلعب إيران دورًا بارزًا من خلال تزويده بأسلحة وتقنيات عسكرية متقدمة، منها الطائرات المسيرة التي أظهرت وجودها في الحرب. تقارير صحفية وتحليلات استخباراتية تشير إلى أن هذا الدعم جزء من استراتيجية إيران لتعزيز نفوذها في أفريقيا، خاصة في السودان الذي يشكل بوابة استراتيجية نحو البحر الأحمر. هذا الدعم العسكري ليس فقط تقوية للجيش السوداني في وجه قوات الدعم السريع وغيره من الجماعات المتمردة، بل هو أيضًا جزء من سياسة واسعة تهدف إلى تعزيز النفوذ الإيراني على المستوى الإقليمي.

تظل الحالة في السودان معقدة ومتغيرة، مع استمرار النزاع والاتهامات المتبادلة بين الجانبين المتحاربين. يبدو واضحًا أن الحل السياسي المنتظر يتطلب جهودًا دولية مشتركة لإيقاف الانتهاكات وتسوية الصراع، مع التركيز على حماية المدنيين ومنع استخدام الأسلحة المحظورة.

تحرك موحد لمجابهة انتهاكات الجيش السوداني

إن السودان اليوم يمر بأحد أحلك فصول تاريخه، حيث تتعرض حياة المدنيين الأبرياء لانتهاكات جسيمة، وصلت إلى حد استخدام الأسلحة الكيميائية وتدمير البنية التحتية وتشريد آلاف الأسر. هذه الجرائم، التي ترتكب دون وازع أو رادع، ليست مجرد أفعال فردية، بل هي دليل على استغلال قادة الجيش للدعم الخارجي الذي يمدهم بالقوة لاستمرار القمع وإطالة أمد الصراع.

أليس هذا الواقع المأساوي كافياً لتوحيد الصفوف؟

إن شعب السودان لا ينتظر من الأحزاب والمكونات السياسية والمنظمات الدولية خطابات أو تصريحات، بل يترقب خطوات عملية جادة تعكس مسؤوليتنا تجاه السودان والمواطن. عليهم إدراك أن توحيد جهودهم ليس خياراً، بل هو واجب وطني وأخلاقي وإنساني، وهو السبيل الوحيد للتصدي لهذه الجرائم، وكشف الممولين والداعمين للجيش، ومحاسبتهم أمام المجتمع الدولي.

لماذا يجب التحرك الآن؟

1. وقف النزيف الإنساني: كل يوم تأخرت فيه هو يوم إضافي من المعاناة لشعب السودان. القصف المستمر، انتهاك الأعراض، وتشريد العائلات يجب أن يدفعنا للتحرك الفوري.

2. كسب الدعم الدولي: توحيد الجهود الداخلية سيجعل النداء مسموعاً على المنصات الدولية، ويوفر الدعم اللازم لفضح الانتهاكات والمطالبة بفرض عقوبات على المتورطين.

3. قطع الدعم الخارجي للجيش: لا يمكن أن تواجه هذه الآلة العسكرية دون فضح الدول والجهات التي تمولها وتدعمها سياسياً وعسكرياً.

4. بناء الثقة الشعبية: إن توحيد صفوف الداخلية والدولية سيعيد الأمل إلى الشعب السوداني ويثبت أن هناك قيادة مسؤولة قادرة على الدفاع عن حقوقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى