أحداث

دارفور على صفيح ساخن.. هل يسعى البرهان لإشعال الفتنة القبلية؟


تعيش مناطق واسعة في ولاية شمال دارفور، هذه الأيام، أجواء محتقنة بالغبن الاجتماعي، جراء الانتهاكات التي ارتكبها حلفاء الجيش السوداني، من قتل للمدنيين وحرق للقرى، على أساس قبلي. وسط مخاوف من انفجار الصراع العرقي في المنطقة.

وكانت الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني هاجمت يوم السبت الماضي منطقة الزرق شمالي دارفور، وقتلت عددا من المواطنين بينهم نساء وأطفال على أساس عرقي. كما اختطفت آخرين، وفق مصادر محلية.

وتبع الهجوم على منطقة الزرق هجمات أخرى متتالية على عدد من القرى و”الفُرقان” التي تتبع للعرب البدو، الذين ينحدر منهم غالب مقاتلي قوات الدعم السريع.

وقال المستشار في قوات الدعم، الباشا طبيق. إن الحركات التي وصفها بالعنصرية بقيادة “مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم”، وبتدبير من الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش. ارتكبت جريمة تصفية عرقية لثلاثة رُعاة من كبار السن يوم الجمعة 26/12/2024، شمال منطقة الزُرق.

وأضاف على منصة “إكس” أن “حلفاء الجيش السوداني قتلوا حتى الجمال التابعة للرعاة في منظر بشع تقشعر له الأبدان”.

وأشار إلى أن المخطط الذي تنفذه الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش يأتي بتخطيط من قيادات الحركة الإسلامية التي تسيطر على مفاصل الجيش والأجهزة الأمنية والاستخبارات العسكرية. لأجل إشعال الحرب الأهلية الشاملة في دارفور، مبينا أن هذا المخطط ستكون له آثار كارثية .وقد تتمدد الفتنة لتشمل كل السودان، خاصة الولايات الشمالية.

تطهير عرقي

وكان قائد حركة تحرير السودان شمال دارفور، محمد آدم كش. اعترف بأن القوات التي دخلت منطقة الزرق اختطفت مواطنين. وأنهم “في أيدٍ أمينة”، وفق ما كتبه على صفحته بموقع “فيسبوك”.  

من جهتها، أكدت مصادر أهلية شمال دارفور أن القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة ما زالت تستهدف المدنيين العزل فيما يشبه التطهير العرقي بحق بعض المكونات العربية. في القرى والبوادي التي يقطنونها شمال دارفور.

وذكرت أن القوة التي تمارس هذه الانتهاكات يقودها “عبدالله بندة”، وهو أحد المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب ارتكبها في دارفور، على عهد الرئيس السابق عمر البشير.

وأشارت المصادر إلى أن الرجل كان على رأس القوة التي هاجمت منطقة الزرق، السبت الماضي. إذ قتل أكثر من (39) مدنيا، معظمهم من النساء والأطفال. ونهب ممتلكات الأهالي وذبح مئات من الإبل والمواشي، كما أحرق السوق والمستشفى الوحيد في المنطقة، ودمر مصادر المياه.

وأكدت المصادر أن الأوضاع في شمال دارفور باتت محتقنة وقابلة للانفجار في أي لحظة. جراء الغبن الذي ولدته ممارسات حلفاء الجيش السوداني في نفوس السكان من القبائل العربية، مع استمرار التهديدات بمواصلة حرق القرى وقتل المدنيين في حالة لم تخرج قوات الدعم السريع من مدينة الفاشر.

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي أحد مقاتلي الحركات المسلحة وهو يهدد بقتل المدنيين في جميع قرى القبائل العربية، بمن فيهم الأطفال.

في ظل هذه الأجواء المحتقنة، نقلت مصادر إعلامية أن قائد قوات الدعم السريع منع هجومًا كبيرًا كادت أن تشنه قواته على عدد من المناطق التي ينحدر منها قادة الحركات المسلحة. والتي ما زال الجيش موجودًا فيها مثل مدينة “الطينة” شمالي دارفور.  

ونقل موقع “دارفور24” عن قيادي في قوات الدعم السريع أن الهجوم كان يستهدف أيضا منطقة “كرنوي”، مسقط رأس قائد حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي. إذ كان بغرض الرد على مهاجمة القوة المشتركة للحركات المسلحة منطقة “الزرق”.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع في شمال دارفور كانت قد أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة تفوق الـ 1000 سيارة قتالية. فضلًا عن مستنفرين من القبائل العربية، بغرض مهاجمة مناطق قيادات الحركات المسلحة المأهولة بالسكان، إلا أن “حميدتي” منعهم من الهجوم. وأمرهم بالتركيز على مناطق تجمعات القوة المشتركة التي تضم الجيش السوداني والحركات المسلحة، وفق الموقع.

وذكر أن قائد قوات الدعم السريع أبلغهم أن الهجوم الذي شنته الحركات المسلحة على منطقة الزرق الأيام الماضية محاولة من بعض القوى لتحويل الحرب في شمال دارفور إلى قبلية.

وأضاف أن “قوات الدعم السريع تعلم بخفايا هذا المُخطط الذي تقوده حكومة بورتسودان”. مشيرا إلى أن بعض الجهات سبق وحذرت قوات الدعم السريع من مغبة الانقياد وراء مخطط الحرب القبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى