أحداث

خيارات صعبة أمام البرهان: هل يقطع علاقة النظام بالإخوان لإنهاء العزلة الدولية؟


في ظل تصاعد الضغوط الدولية يقف قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على مفترق طرق مصيري: هل يتخلى عن تحالفه “المحظور” مع الإسلاميين ليحافظ على شرعية الجيش، أم يستمر في رهانه الخاسر الذي يُعرِّض السودان لعزلة إقليمية ودولية؟ 

بيان الرباعية (الولايات المتحدة، مصر، السعودية، الإمارات) الصادر في 13 أيلول (سبتمبر) الجاري، الذي رفض صراحة أيّ دور للجماعات المرتبطة بالإخوان في مستقبل السودان، أثار ردود فعل حادة من الحركة الإسلامية، مُشعِلًا نقاشًا حول خيارات البرهان قبل أن يُغلَق الباب على أيّ تسوية.

جاء البيان، الذي دعا إلى هدنة إنسانية (3) أشهر وانتقال مدني في (9) أشهر، بلغة غير معتادة، مُحذِّرًا من “الجماعات المتطرفة المرتبطة بالإخوان” التي “زعزعت الاستقرار”. هذا الرفض الصريح لعودة الإسلاميين ـ الذين يُعرَفون بـ “الكيزان” ـ يُعتبَر توبيخًا مبطَّنًا للبرهان، الذي يُتهَم بتمكينهم عبر نفوذهم في الجيش، رغم سقوطهم في ثورة 2019. 

وفي رد سريع، أصدرت الحركة الإسلامية بيانًا غاضبًا يتهم الرباعية بـ “التدخل السافر” ويرفض “الوصاية الخارجية”، كاشفة شعورها بالتهديد الوجودي بعد طردها من الساحة.

الإسلاميون، الذين سيطروا على السودان لعقود عبر حزب المؤتمر الوطني، تسلّلوا مجددًا بعد ثورة كانون الأول (ديسمبر)، مستغلين تنافس السلطة الانتقالية وطموحات البرهان. وأسهموا في انقلاب 2021 ضد الحكومة المدنية، ثم دفعوه للحرب ضد قوات الدعم السريع في 2023، مُعرقلين كل مبادرات السلام. اليوم، يُنظر إليهم كـ “عبء سياسي وأمني”، حيث يُتهَمون بجلب أسلحة كيميائية من إيران وتهديد البحر الأحمر، ممّا يُحوّلهم إلى ذراع إيرانية في المنطقة. 

وحول الخيارات أمام البرهان قالت صحيفة (التغيير): إنّ أمام البرهان (3) سيناريوهات مصيرية:

الأوّل أن يتخلَّى البرهان عن الإسلاميين، ويقبل الهدنة، ويُنشِئ واجهة مدنية للانتقال. هذا الخيار واقعي مع تدهور الاقتصاد، لكنّه يواجِه مقاومة داخلية قد تؤدّي إلى تصدُّع الجيش.

الثاني أن يستمر البرهان في رهانه على “الكيزان”، محققًا مكاسب تكتيكية قصيرة الأمد، لكنَّه يؤدّي إلى عزلة خانقة، وعقوبات أمريكية، وربّما دعم دولي لجبهات موازية.

السيناريو الثالث، وفقًا للصحيفة، الانقلاب الداخلي أو المدني: هو إبراز قائد عسكري جديد أو تحالف مدني (مثل “تأسيس” و”صمود”)، مدعومًا إقليميًا، لإعادة تنظيم الشارع، وهذا السيناريو مؤجَّل، لكنّه ممكن مع انسداد الأفق.

وكانت الحكومة الموالية للجيش قد انتقدت العقوبات الأمريكية على كتيبة “البراء بن مالك” وجبريل إبراهيم، واصفة إيَّاها بـ “الأحادية”.

وأكدت في بيان سابق أنّ “السلام شأن سوداني يحترم السيادة”، لكنّ هذا الرد يُخفي التوتر الداخلي، حيث يُنظر إلى الإسلاميين على أنّهم معرقلون للتسوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى