خطر الإبادة الجماعية ينمو كل يوم في السودان
قالت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، أليس نديريتو عن تطورات الصراع في السودان، إن “خطر الإبادة الجماعية قائم في السودان، وحقيقي وينمو كل يوم”.
وأضافت في إحاطتها التي قدمتها أمام مجلس الأمن، الثلاثاء، عبر تقنية الاتصال المرئي، أن الوضع الراهن يحمل “علامات خطر الإبادة الجماعية، مع وجود مزاعم قوية، بأن تلك الجريمة قد ارتكبت بالفعل”.
وشددت نديريتو، على أن المدنيين بعيدون عن الحماية، مبينة أنه في إقليم (دارفور) ومدينة (الفاشر) يتعرض المدنيون للهجوم؛ بسبب لون بشرتهم وانتمائهم العرقي وهويتهم.
وأوضحت، أن الهجمات الأخيرة التي تم الإبلاغ عنها في قرى خارج (الفاشر) تحمل “دلائل على عدم وجود أهداف عسكرية أو معنى للتسبب في النزوح والخوف”.
وأضافت، أن التقارير تشير إلى أن تلك الهجمات اتسمت بالعنف العشوائي، بما في ذلك العنف الجنسي، ونهب الممتلكات الشخصية من المنازل، وكذلك مناطق الأسواق، وتدمير المباني السكنية والتجارية، وسرقة الماشية، وتدمير المحاصيل.
وأكدت المسؤولة الأممية، أن الكارثة الإنسانية التي تتكشف في السودان “تشكل آفة على ضميرنا الجماعي، كما أنها تتعارض مع جوهر الالتزامات الدولية بمنع ارتكاب الجرائم والمعاقبة عليها”.
وختمت نديريتو إحاطتها بالقول، إن “حماية المدنيين في السودان لا يمكن أن تنتظر”.
إلى ذلك، أكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا، إن المعاناة التي لحقت بالمتضررين من النزاعات حول العالم العام الماضي كانت رهيبة للغاية، وتشير إلى عدم الامتثال بشكل مثير للقلق، للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وفي إحاطة قدمتها مسويا أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي، بشأن حماية المدنيين في النزاعات المسلحة وبمناسبة مرور 25 عاما على تبني قرار مجلس الأمن رقم 1265 لعام 1999 المعني بحماية المدنيين في الصراع المسلح، وصفت مسويا وضع المدنيين في النزاعات المسلحة في عام 2023 بأنه كان “رهيبا للغاية” مشيرة إلى الحرب في غزة والسودان.
وذكرت أن الحرب في غزة أدت إلى “الموت والدمار والمعاناة بوتيرة وحجم لم يسبق لهما مثيل في الماضي القريب”.
وتطرقت المسؤولة الأممية إلى الأثر المدمر لاستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان على المدنيين في العديد من النزاعات، والذين تضرروا بشدة أيضا من الدمار واسع النطاق الذي لحق بالبنية التحتية، فضلا عن التهجير القسري الذي كان “سمة جلية للنزاعات المسلحة”.
وشددت مسويا على أن الضرر والمعاناة اللذين لحقا بالمدنيين في عام 2023 يشيران إلى أن قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحماية المدنيين خلال السنوات الـ 25 الماضية لم يتم الاهتمام بها إلى حد كبير.
ودعت إلى اعتماد نهج أكثر شمولية يأخذ في الاعتبار منظور المدنيين والطبيعة المعقدة والتراكمية وطويلة الأجل للأضرار كافة، التي تلحق بالمدنيين في الصراع.