خبراء: الإخوان في السودان يفضلون الجيش ويرفضون تداول السلطة

رأى خبراء ومحللون سياسيون أن جماعة “الإخوان” في السودان أعلنت منذ بداية الحرب انحيازها إلى الجيش السوداني، مؤكدين أنها لا تؤمن بتداول السلطة في البلاد.
واعتبر الخبراء أن “الإخوان” المتخفية وراء الجيش السوداني، وضعت البلاد على حافة الانقسام، وذلك من خلالها تمسكها باستمرار الحرب مع نشر خطاب الكراهية والفتنة والتحريض ضد قوات “الدعم السريع“، وذلك مع انحياز الأخيرة للتحول الديمقراطي، حسب قولهم.
-
تقارير صادمة.. الجيش والإخوان ينهبون ممتلكات المدنيين في السودان
-
البرهان والإخوان.. معركة كسر العظم من أجل السلطة
وقالوا في لقاءات إن “قوات الدعم السريع، وقفت عقبة أمام عودة الإخوان للحكم بعد انحيازها إلى مطالب الانتقال الديمقراطي، والتداول السلمي للسلطة، الأمر الذي جعلهم يتبنون الحل العسكري كخيار وحيد للقضاء على القوات، وإخضاع الشعب بالقوة لحكمهم”.
ومنذ اندلاع الحرب المستمرة في السودان أعلن الإخوان انحيازها إلى الجيش السوداني بعد أن تبنى قائد الجيش عبدالفتاح البرهان مشروعهم السياسي، ونفض يده من مشروع اتفاق كان يفضي إلى استعادة الحكم المدني، وتفكيك بنية نظام البشير، بينما وقفت قوات الدعم السريع، مع “الاتفاق الإطاري” الموقع يومها مع القوى المدنية التي أسقطت النظام السابق.
-
سياسة الإخوان في السودان.. استغلال العنصرية لتحقيق مكاسب سياسية
-
الجزيرة تغرق في الدماء.. تصاعد التوتر بين الإخوان وميليشيا درع السودان
بضاعة كاسدة
وقال المحلل السياسي، داوود خاطر، إن الإخوان لا يستطيعون البقاء خارج الحكم، كما أنهم لا يؤمنون بمبدأ تداول السلطة، وفق تجربة حكمهم خلال حقبة الرئيس المخلوع عمر البشير.
وبيّن أن “الإخوان حينما خرج عليهم الشعب، في آواخر العام 2018، وبعد نحو 4 شهور من المظاهرات الشعبية المتواصلة، قرروا خداع الشعب، وتغيير جلدهم، للاستمرار في الحكم، حينما أعلنت لجنتهم الأمنية الانحياز للمحتجين، وعزل البشير من السلطة”.
وأضاف خاطر أن “الإخوان فشلوا في تمرير خدعتهم على المحتجين الذين ظلوا متمسكين باعتصامهم أمام قيادة الجيش إلى حين تحقيق مطالبهم في تسليم السلطة كاملة إلى المدنيين، الأمر الذي جعلهم يفضّوا الاعتصام بالقوة ثم لاحقاً انقلبوا على حمدوك، وبعد كل ذلك ما زال الشعب رافضاً لهم، حتى وصلوا إلى مرحلة الحرب الجارية”.
وأكد أن الإخوان مارسوا خلال هذه الحرب كل أنواع الخداع والتلاعب بمشاعر الشعب السوداني لأجل تضليله حتى يقف معهم في حربهم ضد قوات الدعم السريع.
وأشار خاطر إلى أن الإخوان كانوا يمتلكون ترسانة أمنية وعسكرية استخدموها لإخضاع الشعب السوداني بالقوة لحكمهم، وكانوا سيفعلون ذات الشيء بعد عزل الرئيس البشير لولا خروج قوات الدعم السريع عن صفهم.
وذكر أن وجود قوات الدعم السريع كقوة مسلحة منحازة إلى قضايا التحول المدني الديمقراطي، والتداول السلمي للسلطة، سيجعل الإخوان يتمسكون باستمرار الحرب حتى القضاء عليها لأنها العقبة أمام عودتهم إلى الحكم، مبيناً أنهم في سبيل استمرار الحرب ظلوا يحشدون الناس بشعارات مخادعة من شاكلة “حرب الكرامة” ونعت الدعم السريع بأنهم “عرب شتات”، وغير ذلك.
-
من هم أصحاب “السوفات السبعة”؟ وكيف يخططون لإزالة الإخوان من السودان؟
-
السودان يئن.. المدنيون ضحايا القتل والنهب على يد الجيش والإخوان
ووصف خاطر الإخوان بأنهم مجموعة ماكرة ومجرمة تفعل كل شيء، بما في ذلك ارتكاب الجرائم بكافة أنواعها من أجل تحقيق أهدافها السلطوية، مضيفًا: “تكذب وتغش، وتراوغ، وتخدع، وتقتل، وكله باسم الدين”، وفق قوله.
وأشار إلى أنها ظلت طوال فترة حكمها على عهد البشير تتحكم في السودانيين من خلال بث خطابات الكراهية والفتن بين القبائل والمجموعات السكانية، وإشعال الصراعات العرقية في دارفور وكردفان حتى لا يتوحد السكان هناك للمطالبة بنصيبهم في السلطة.
وأكد خاطر أن جماعة الإخوان ما زالت تفعل ذات الشيء، حالياً، من خلال تحريض بعض القبائل في دارفور وكردفان ضد قوات الدعم السريع.
-
الإخوان في السودان.. من إشعال الحرب إلى الانتقام
-
حقيقة الصراع في السودان.. دور الإخوان في إشعال الحرب
ودعا السودانيين إلى الإفاقة من الغيبوبة، والانتباه إلى مخططات الإخوان التي وصفها بـ”الضيقة”، وبناء دولتهم وفق مشروع وطني سياسي يسع الجميع، مبيناً أن “مشروع الإخوان لا يحتمل غيرهم، لأنهم يعتبرون أنفسهم حاكمين بأمر الله، وأن كل من يخالفهم كافر ومعارض لمشيئة الله”، وفق قوله.
التقسيم والتشظي
بدوره رأى المحلل السياسي، صلاح حسن جمعة، أن الإخوان ما كان لهم أن يدخلوا في حرب مع قوات الدعم السريع، لولا أنها خرجت عن طوعهم، ووقفت بينهم وبين السلطة.
وحذَّر من نشاط الإخوان، هذه الأيام، الذي يعتمد خطاب الكراهية والتحريض والفتنة، مؤكداً أن ذلك من شأنه أن يدفع البلاد نحو التقسيم والتشظي.
-
“مشروع التمكين”.. كيف زرع الإخوان جذورهم في مؤسسات السودان؟
-
الجداد الإلكتروني: أبواق الإخوان تعود إلى الساحة السودانية
وأشار جمعة إلى الحملة الواسعة لتزييف الحقائق من قبل غُرف إعلام الإخوان حول مقتل أحد قادة قوات الدعم البارزين، يوم الثلاثاء، حيث استغلت الحادثة لإيقاع الفتنة بين المكونات الاجتماعية لمقاتلي الدعم السريع.
ونوه إلى أن غرف الإخوان روّجت لرواية تصفية القائد بقوات الدعم السريع الجنرال جلحا رحمة، على الرغم من أنه قتل في ضربة لمسيّرة تابعة للجيش، وذلك بغرض الفتنة بين قبيلتي “الرزيقات والمسيرية” التي ينحدر منهما غالب المقاتلين.
وأكد جمعة أن الحرب المستمرة في السودان لا يمكن أن تنتهي بحسم عسكري، كما أن الإخوان لا يمكنهم العودة إلى الحكم، مبيناً أن الحرب ستتوقف بحوار، وعملية سلام تقوم على استكمال مطالب الشعب التي نادى بها خلال الاحتجاجات ضد البشير.
-
الجيش السوداني والإخوان يحاصرون قطاع الصحافة والإعلام: ما الجديد في هذا الصراع؟
-
قيادي بتنسيقية ‘تقدم’: الإخوان يخططون لتقسيم السودان
-
ملف فساد القضاء في السودان.. ممارسات الإخوان والنظام السابق تنكشف
-
السودانيون بين فكي الإخوان: التضليل الإعلامي وتهديدات الجيش للمؤسسات الصحفية
-
هل يسلم السودان البشير وقيادات الإخوان؟ الجنائية الدولية تطرح الملف مجددًا
