أحداث

حميدتي يرد على مزاعم البرهان في المنتدى الصيني الأفريقي: حقائق واتهامات متبادلة


نزحت مئات الأسر السودانية من مدينة بحري شمال الخرطوم بعد تبادل القصف المدفعي العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع. فيما يتزامن هذ التصعيد مع زيارة مدير منظمة الصحة العالمية بورتسودان، بينما كذّب قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدي” افتراءات قائد القوات السودانية عبدالفتاح البرهان في المنتدى الصيني الأفريقي. ببكين خلال اليومين الأخيرين عندما زعم أن البلاد تتعرض لمؤامرة كبرى، في حين أنه كان سببا في إفشال العديد من الجهود الأممية والدولية لوقف الحرب. 

وأفاد شهود عيان في منطقة حطّاب بمدينة بحري شمال الخرطوم، حيث توجد قاعدة عسكرية للجيش السوداني، أن مئات الأسر فرّت من المنطقة. بعد اشتداد القصف المدفعي بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تسعى للسيطرة على هذه القاعدة وتهاجمها منذ ثلاثة أيام.

وحققت “الدعم السريع” خلال الآونة الأخيرة العديد من المكاسب الميدانية. ما فاقم نكسات وخسائر الجيش السوداني الذي فقد السيطرة على العديد من المقرات الحيوية والمناطق الهامة.

ونسف قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان العديد من المبادرات التي كانت تهدف إلى إنهاء النزاع ووقف الحرب. متوعدا بمواصلة القتال رغم أن الوضع على الميدان يشير إلى أن تراجع قدرة قواته على الصمود أمام تقدم قوات الدعم السريع.

وأثبت قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلوحميدتي” في أكثر من مناسبة استعداده الجاد والصادق للانخراط في أي جهود لإنهاء الأزمة بما يؤدي إلى تأسيس الدولة السودانية الجديدة.

والجمعة أكد حميدتي أن قائد الجيش السوداني يسعى إلى تزييف الواقع بحثا عن شرعية دولية، وقال في تدوينة على منصة “إكس” “يبحث البرهان والحركة الإسلامية التي تختبئ خلف القوات المسلحة عن أمل، ولو كان كاذب. لتغيير الواقع الذي يعلمه الجميع وهو إشعالهم لحرب الخامس عشر من أبريل. بهدف إعادة عقارب الساعة إلى الوراء واستعادة دولة الفساد والمحسوبية والتمكين”.

وتابع “لقد سعى قائد قوات الحركة الإسلامية الانقلابي البرهان إلى استغلال تواجده في قمة منتدى التعاون الإفريقي الصيني لادعاء شرعية متوهمة. وتقديمه خطابا أجوف مليئا بالأكاذيب والمزاعم التي تفتقد إلى المصداقية. دأب على تكرارها كل حين، وهو لا يعي أن الجميع يدركون حقيقة الأوضاع في السودان”.

وأكد أن “عصابة بورتسودان تمارس سلوكاً إجرامياً بقتل وترويع المدنيين الأبرياء. وتدمير البنى التحتية، وإطالة أمد الحرب لتحقيق أجندة ومصالح النظام القديم، وهو سلوك موصول بزعزعة الاستقرار، والسلم والأمن الإقليمي والدولي”

وزاد “منذ فجر الاستقلال في بلادنا، ظل شعبنا محروماً من العيش في سلام. بسبب العنف الذي تمارسه الدولة ضد الشعوب السودانية التي تطالب بالحرية والعدالة”.

وشدد على “الحاجة إلى أكثر من أي وقت مضى إلى جهد مضاعف يبذله المجتمع الدولي والإقليمي يتكامل مع جهود قوات الدعم السريع والسودانيين المتطلعين للحرية .والديموقراطية لانتشال شعبنا من دوامة العنف والحروب التي لا تنتهي ولترسيخ دعائم السلام والديمقراطية”.

وكان البرهان قد طالب خلال المنتدى الصيني الأفريقي. الذي احتضنته بكين من 4 إلى 6 سبتمبر/أيلول بتصنيف قوات الدعم السريع “منظمة إرهابية”. والمساعدة على القضاء عليها، 

ومنذ نيسان/أبريل 2023 يشهد السودان حربا مستعرة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى في حين تفيد تقديرات أنها قد تصل إلى “150 ألفا”. ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجؤوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك. بحسب أرقام الأمم المتحدة. وتسبب الصراع في دمار واسع في البنية التحتية. وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.

وفيما تشتد المعارك السبت في العاصمة. وصل مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس إلى مدينة بورتسودان في زيارة رسمية لمدة يومين.

وعقب وصوله تفقد غبرييسوس مستشفى بورتسودان ومركزا لمعالجة سوء التغذية لدى الأطفال. وفي هذا الصدد قال وزير الصحة السوداني هيثم محمد ابراهيم في تصريحات للصحافيين. بعد وصول المسؤول الأممي “الزيارة للوقوف على الوضع الصحي في البلاد”.

والجمعة دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة من دون تأخير” في السودان. بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.

وخلُص الخبراء المكلّفون من قبل مجلس حقوق الإنسان في تقرير. إلى أنّ المتحاربين “ارتكبوا سلسلة مروّعة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم يمكن وصف الكثير منها بأنّها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.

وقال محمد شاندي عثمان رئيس بعثة تقصّي الحقائق بشأن السودان .إنّ “خطورة هذه النتائج تؤكد الحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين”.

وكان مجلس حقوق الإنسان أنشأ هذه البعثة نهاية العام الماضي. بهدف توثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ اندلاع الحرب منذ قرابة 17 شهرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى