حكومة منفى سودانية: هل تكون خطوة “تقدم” بداية الحل؟
تتجه تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” لإعلان حكومة منفى لمواجهة الحكومة التي يسيطر عليها الجيش السوداني وتتخذ من مدينة بورتسودان مقرًا لها.
وبدأت التنسيقية، بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، اليوم الثلاثاء، اجتماعات هيئتها القيادية في مدينة “عينتبي” الأوغندية، حيث تناقش عددًا من القضايا، أبرزها تشكيل حكومة منفى كخطوة تهدف إلى نزع الشرعية عن حكومة الجيش في بورتسودان.
وفي تصريح صحفي على هامش الاجتماعات، أعلن عبد الله حمدوك، رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية “تقدم”، أن هنالك عدة آليات مطروحة لمعالجة الأزمة السودانية، من بينها نزع الشرعية عن حكومة الجيش في بورتسودان. وأوضح أن الاجتماعات تهدف إلى الخروج بوجهة نظر موحدة حول هذه القضايا.
وأضاف حمدوك أن “إيقاف الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع يتطلب إطلاق عملية سياسية منفصلة لترتيب الأوضاع في البلاد”.
وأكد أن اجتماعات “تقدم” تُعتبر مفصلية ومهمة، إذ تناقش قضايا إنسانية هامة، من بينها حماية المدنيين، وضمان وصول الإغاثات والمساعدات إلى المناطق المتضررة ومخيمات النزوح، بالإضافة إلى السعي نحو وقف وإنهاء الحرب.
وأشار حمدوك إلى أن “الحرب الحالية ليست الأولى في السودان، إذ تعود جذورها إلى ما قبل الاستقلال. ورغم استمرار حروب الأطراف والمناطق المهمشة لعقود، إلا أن هذه الحرب شملت جميع أنحاء البلاد”.
وسبق أن طُرحت فكرة تشكيل حكومة منفى من قبل قيادات بارزة في تنسيقية “تقدم”، من بينهم نائب رئيس الهيئة القيادية الهادي إدريس، وسليمان صندل حقار، الذين يرون أنها وسيلة قد تدفع الجيش إلى التفاوض ووقف الحرب.
ويرى سليمان صندل، عضو الهيئة القيادية للتنسيقية، أن تشكيل حكومة منفى يمثل السبيل الوحيد أمام القوى السياسية والمدنية وحركات الكفاح المسلح الساعية إلى وقف الحرب، وحماية المدنيين، ومنع عودة نظام الرئيس السابق عمر البشير إلى السلطة.
وفي تدوينة نشرها على موقع “فيسبوك”، دعا صندل إلى “الانتقال من مرحلة وصف الأحداث إلى مرحلة صنع الأحداث، ومن مرحلة الإدانة والشجب إلى مرحلة الفعل على الأرض” وفق تعبيره.
وأضاف: “يجب أن ننتقل من مطالبة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بوقف الحرب إلى أن نكون نحن من يوقفها”.
وشدد على ضرورة استعادة الشرعية وتمكين الشعب السوداني من اتخاذ قراره بنفسه، لإدارة البلاد وقيادة معركة وقف الحرب ضد ما وصفها بـ”عصابة المؤتمر الوطني والفلول، وبقايا الجيش التابع له، والمليشيات الجديدة”.