حكومة مدنية في السودان.. خطوة لنزع شرعية الجيش “المزعومة”
يواجه السودان تحديات جسيمة بسبب استمرار الحرب، ومع استعصاء الحلول، يتفق خبراء على أن إعلان تشكيل حكومة مدنية جديدة قد يمثل نقطة تحول فارقة في مسار الأحداث.
-
قوى مدنية سودانية تدعو لتشكيل حكومة منفى وتطالب بظهورها علنًا
-
حميدتي يواجه احتمال تشكيل البرهان حكومة حرب بسلطة مدنية
وتحمل الحكومة المرتقبة، التي يجري النقاش حولها بين القوى الديمقراطية والمدنية، آمالًا عريضة في تقويض شرعية حكومة الأمر الواقع، وإعادة رسم معادلة السلطة، بما يحقق العدالة والسلام.
ويرى الخبراء أن “أولى مهام هذه الحكومة ستكون نزع الشرعية التي تعتمد عليها حكومة الحرب الحالية لاستمرار الصراع.. هذه الشرعية المزعومة، أفسدت منابر التفاوض السابقة، سواء في جدة أو الإيقاد أو الاتحاد الأفريقي، ما أعاق الجهود الرامية إلى وقف الحرب وتخفيف معاناة السودانيين”، وفق تعبيرهم.
-
الدعم السريع تدعم “حكومة سلام” لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها
-
الدعم السريع يشكل “إدارة مدنية” في الخرطوم: سلطة موازية أم محاولة لملء الفراغ؟
ومن المتوقع أن تعكس الحكومة المدنية إرادة الشعب السوداني في بناء دولة ديمقراطية قائمة على المواطنة والعدالة.
ويرجح الخبراء أن تكون جسرًا لإعادة الثقة بين الأطراف المختلفة، وتعزيز الوحدة الوطنية، والحد من الانقسامات القبلية والإقليمية، بما يفتح الباب أمام تحقيق تنمية مستدامة وشاملة.
وفي هذا الصدد، قال عضو الهيئة القيادية في تنسيقية “تقدم”، الدكتور علاء الدين عوض نقد، إن مقترح إعلان الحكومة المدنية المرتقبة، الذي يتم نقاشه حاليًّا في اجتماعات القوى الديمقراطية والمدنية، يمثل تحولًا مفصليًا في مسار الحرب إذا تم تشكيلها.
-
مطالبات بتشكيل جبهة مدنية عريضة لإنهاء النزاع في السودان
-
حكومة في بورتسودان وأخرى في الخرطوم بعد تعثر مسار جنيف
وأوضح أن الآلية السياسية لهذه الحكومة قد تم وضعها لتعكس إرادة سياسية جديدة تهدف إلى إحداث تغيير جذري.
وأضاف أن أولى مهام هذه الحكومة ستكون نزع الشرعية التي تعتمد عليها “حكومة الحرب” بقيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في بورتسودان، مؤكدًا أن “هذه الشرعية الزائفة استُخدمت لتخريب جميع منابر التفاوض السابقة، مثل منبر جدة والإيقاد والاتحاد الأفريقي، وحتى مباحثات جنيف الأولى والثانية، مما عرقل جهود وقف الحرب”، وفق تقديره.
وأشار نقد إلى أن “حكومة الحرب تستغل اسم السودان زورًا لتبرير غيابها عن منابر التفاوض، فضلًا عن استخدامها هذه الشرعية الزائفة للانسحاب من تصنيف المجاعة (IPC)، لتجنب الاعتراف بواقع الأزمة الإنسانية”.
-
إخوان السودان في بريطانيا.. حملة عنف وتهديد ضد القوى المدنية
-
قوات الدعم السريع توضح موقفها من إعلان حكومة موازية في السودان
ووصف نقد هذا الأمر بأنه “سقطة كبرى تُكرس للفصل العنصري، عبر التمييز في تقديم الخدمات وفق القبائل والأعراق، سواء داخل السودان أو خارجه”.
انتهاكات حقوقية واستغلال سياسي
وتابع: “حكومة الأمر الواقع لا تُعنى بخدمة المواطنين، حيث تسبب ذلك في معاناة شديدة للسودانيين، كما أنها لا تعترف بالمجاعة، ولا تتعاون مع المنظمات الإنسانية، بل تستغل المساعدات الإنسانية للابتزاز السياسي”.
وأشار نقد إلى فرض “قانون الوجوه الغربية” في مناطق سيطرة الجيش، الذي أدى إلى اضطهاد واسع بحق المواطنين المنتمين إلى ولايات دارفور وكردفان.
وذكر أن هذه الحكومة تتبع سياسات خارجية مثيرة للجدل، بما في ذلك مطالب وزير خارجيتها بفتح ساحل البحر الأحمر لإقامة قواعد عسكرية للدول الأجنبية، مما يعكس استغلال السودان “في سوق النخاسة العالمي”، وفق قوله.
وختم نقد بالتأكيد على أن “هذه الحكومة ليست سوى أداة لخدمة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني البائد، حيث يقتصر دور الجيش على حماية مصالح الإسلاميين، وأبرز ذلك اجتماع شورى المؤتمر الوطني تحت رعاية الجيش، واختيار أحمد هارون المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية رئيسًا، مما يعكس استهتارًا بالمجتمع الدولي وبثورة ديسمبر المجيدة”.
حكومة مدنية لاستعادة الأمل
وفي هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي، الطيب الزين، أن الحكومة السودانية المرتقبة قد تمثل فرصة حقيقية لتغيير مسار الحرب نحو الأفضل.
وأضاف الزين أن هذه الحكومة، إذا تم تشكيلها من قوى مدنية تمثل الثورة، ستعكس إرادة الشعب السوداني في بناء دولة ديمقراطية فيدرالية قائمة على المشاركة العادلة في السلطة والثروة.
وأكد أن الحكومة المنتظرة ستعزز الوحدة الوطنية من خلال إشراك مختلف الأطراف في الحوار، ما يسهم في تقليل الانقسامات وتعزيز التماسك الاجتماعي.
وأشار إلى أن هذا التوجه سيعيد الثقة بين المواطنين والمؤسسات الرسمية، وهي خطوة أساسية لإعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار.
وختم الزين بالتأكيد على أن هذه الحكومة يمكن أن تكون نافذة أمل للسودانيين للخروج من دوامة الحرب والانقسامات، وبناء مستقبل قائم على العدل والتنمية المستدامة.
-
حميدتي: أُجبرنا على الحرب وهدفنا دولة مدنية
-
اجتماع أديس أبابا.. تقيم قدرة القوى المدنية على وقف الحرب في السودان
-
لوقف الحرب.. قوى مدنية تقدم خريطة طريق إلى البرهان