تسريبات

حصري.. وصول تعزيزات عسكرية للجيش السوداني.. خرق للهدنة وتعميق للأزمة


يشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، شملت العاصمة الخرطوم وعدة مدن شمالي وغربي البلاد، وأوقعت العديد من القتلى والجرحى، وتسببت بأزمة إنسانية حادة.

وعلى الرغم من توقيع اتفاق هدنة والإعلان، في جدة، على الالتزام بحماية المدنيين لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية الطارئة وضمان الإجلاء الآمن للمدنيين، إلا أن القتال العنيف وكذلك القصف الجوي والمدفعي مستمر في العاصمة السودانية الخرطوم.

ورد قائد الجيش السوداني، الخميس، على دعوة قائد قوات الدعم السريع إلى وقف إطلاق النار لإجلاء المدنيين وإفساح المجال لجهود الإغاثة الإنسانية، بشن هجمات مكثفة بالطيران الحربي والمدفعية. ما يدل بوضوح على أن الجيش مستمر في تجاهل كل دعوات التهدئة ولا هم له سوى تحقيق مكاسب على الأرض يدرأ بها هزائمه المتتالية، لكنه كثيرا ما يخطئ الأهداف ويوجه آلته الحربية ضد المدنيين والمناطق السكنية وحتى المؤسسات الاستشفائية.

أزمة إنسانية خطيرة

وقال شهود إن ضربات جوية مكثفة استهدفت مناطق بجنوب العاصمة السودانية تزامنا مع اندلاع اشتباكات بالقرب من معسكر للجيش في إطار الصراع الذي تسبب في نزوح نحو مليون شخص وترك سكان الخرطوم يكافحون من أجل النجاة بحياتهم.

وأضاف الشهود أنهم سمعوا دوي الضربات الجوية التي شنها الجيش على قوات الدعم السريع شبه العسكرية في عدة أحياء سكنية في جنوب الخرطوم، بما في ذلك بالقرب من معسكر طيبة، بينما كانت قوة احتياطية تابعة للشرطة متحالفة مع الجيش تقاتل قوات الدعم السريع على الأرض.

وقال أحد سكان الخرطوم يدعى صلاح الدين عثمان (35 عاما): القصف والاشتباكات لا تتوقف ولا مجال حتى للهرب من المنازل، انتهي كل ما نملك من نقود ولم تُصرف المرتبات الشهرية…ونخاف حتي لو تركنا منازلنا تأتي عصابات لتنهب كل ما في البيت.. نحن نعيش كابوس الخوف والفقر ولا توجد كهرباء ولا حكومة تهتم بنا.

 تعزيزات عسكرية للجيش

وثق مقطع فيديو وصول تعزيزات عسكرية تابعة للجيش إلى العاصمة الخرطوم، تضم مدرعات وأسلحة ثقيلة، بهدف الاشتباك مع قوات الدعم السريع وإنهاء سيطرتها، مما يثبت عدم جدية البرهان في الالتزام بالاتفاق الموقع في مفاوضات جدة، ويشكل خرقا واضحا للهدنة المتفق عليها والتي نصت على وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لتقديم المساعدات الإنسانية. وذلك في استهتار كبير بحياة المواطنين العالقين في منازلهم دون أكل أو ماء والقابعين تحت القصف.

دعوة إلى احترام اتفاق جدة

قال يوسف عزت، مستشار قائد قوات الدعم السريع، خلال مؤتمر صحافي عقب استقباله من طرف رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في جوبا: اتفقنا على وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع الذي استمر حتى الآن شهرا ويومين، ونحن في قوات الدعم السريع، علينا أن نلعب دورا في تنفيذ وقف إطلاق النار الموقع وبدء العملية السياسية.

ودعا عزت قائد الجيش السوداني إلى احترام وقف إطلاق النار الذي بدأه الطرفان مؤخرا بوساطة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. مضيفا: هذا سيتيح فتح الممرات الإنسانية في العاصمة الخرطوم والمناطق الأخرى.

جدية قوات الدعم

يرى مراقبون أن تصريحات مستشار حميدتي تثبت جدية قوات الدعم السريع في تنفيذ الاتفاق لإجلاء المدنيين وفسح المجال أمام الجهود الإنسانية، في المقابل لم يبرهن البرهان على جديته في إنهاء القتال بل استمر في تأزيم الوضع الإنساني من خلال القصف المكثف بالطيران الحربي.

ويشير هؤلاء المراقبين إلى أن عدم توقف الجيش عن القتال وخرقه المستمر للهدن مرده عجزه عن تحقيق أي مكاسب ميدانية، وبالتالي فهو لا يمتلك من خيارات سوى الاستمرار بالقصف الجوي ليحدث بذلك أكبر الخسائر في صفوف المدنيين حيث قُتل حوالي ألف شخص معظمهم في الخرطوم ومحيطها وفي ولاية غرب دارفور، بحسب مصادر طبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى