جنوب السودان: مقتل جنرال وعشرات الجنود في هجوم على مروحية أممية

قالت حكومة جنوب السودان إن مسؤولًا عسكريًا برتبة جنرال وعشرات الجنود قتلوا، إثر تعرض هليكوبتر تابعة للأمم المتحدة لهجوم أثناء محاولتها إجلاء جنود من بلدة الناصر شمالي البلاد، وفق “رويترز”.
ووصفت الأمم المتحدة الحادث، الذي قد يمثل ضربة قاسية لعملية سلام هشة بالفعل، بأنه “بغيض للغاية” ويشكل جريمة حرب محتملة.
وكان طاقم الأمم المتحدة يحاول نقل جنود جوًا بعد اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر بين القوات الوطنية وميليشيا الجيش الأبيض، وهي المجموعة التي ربطتها حكومة الرئيس سلفا كير بالقوات الموالية لمنافسه النائب الأول للرئيس ريك مشار.
وفي خطاب للأمة أعلن فيه مقتل الجنرال ماجور داك وجنود آخرين، قال كير إن مشار أكد له ولممثل الأمم المتحدة أن الجنرال سيكون في أمان، وأن بعثة الإنقاذ يمكنها التوجه لبلدة الناصر لإجلائه ورجاله.
وقال وزير الإعلام، مايكل ماكوي، للصحفيين إن “حوالي 27” جنديًا قتلوا.
ومن بين القتلى أحد أفراد طاقم هليكوبتر الأمم المتحدة.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت المروحية أصيبت أثناء تحليقها أو ما إذا كان الهجوم وقع وهي لا تزال على الأرض.
ورفض المتحدث باسم مشار، بوك بوث بالوانغ، التعليق على الهجوم.
وكان حزب مشار قد نفى في السابق تورطه في أحدث قتال في الناصر.
وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، إن “الهجوم بغيض للغاية، وقد يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي”.
وأضاف: “نأسف أيضًا لمقتل أولئك الذين كنا نحاول إخراجهم، خاصة بعد تلقينا ضمانات بالمرور الآمن”.
وتابع هايسوم: “تحث بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان على إجراء تحقيق لتحديد المسؤولين ومحاسبتهم”.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم مشار إن القوات الموالية للرئيس سلفا كير اعتقلت وزير النفط والوزير المعني بجهود السلام ونائب قائد الجيش، ومسؤولين عسكريين كبارًا آخرين متحالفين مع مشار، وهو ما قد يعرض اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في عام 2018 للخطر.
وأنهى ذلك الاتفاق الحرب الأهلية بين قوات كير ومشار.
ولم تعلق الحكومة على الاعتقالات، ووفقًا للمتحدث باسم مشار، لا يزال جميع المسؤولين المعتقلين، باستثناء وزير جهود السلام، قيد الاحتجاز أو تحت الإقامة الجبرية.
وقاتلت ميليشيا الجيش الأبيض، التي تتكون في معظمها من مسلحين من قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، إلى جانب قوات مشار في الحرب الأهلية، بين عامي 2013 و2018، في مواجهة مع قوات غالبيتها من قبيلة الدينكا الموالية لكير.
وأكد كير، اليوم الجمعة، أن البلاد لن تعود إلى الحرب، لكن المحللين حذروا من أن التوترات المتصاعدة قد تؤدي إلى صراع كامل.
وحثت الأمم المتحدة في بيان: “جميع الجهات الفاعلة على الامتناع عن المزيد من العنف، وطالبت قادة البلاد بالتدخل بشكل عاجل لحل التوترات من خلال الحوار وضمان عدم تدهور الوضع الأمني في الناصر، وعلى نطاق أوسع”.
وجنوب السودان في سلام رسميًا منذ أن أنهى اتفاق عام 2018 الحرب التي استمرت خمس سنوات، وأسفرت عن مقتل ما يقدر بنحو 400 ألف شخص، لكن الاشتباكات بين المجتمعات المتنافسة تندلع بشكل متكرر.
وتأسست بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بعد فترة وجيزة من حصول البلاد على الاستقلال عن السودان في عام 2011، ويخدم فيها ما يقرب من 20 ألفًا من جنود حفظ السلام من 73 دولة.
