تيار الإخوان ودائرة البرهان يقودان حملة لنسف مبادرات وقف الحرب بالسودان
تواصل قيادات الجيش في بورتسودان التمسك بالحل العسكري، رافضة أي هدنة أو جهود سلام تنهي معاناة السودانيين
تصريحات مساعد القائد العام للجيش، ياسر العطا، في حفل تخريج للقوات، أبرزت التوجه المتشدد والداعم لاستمرار القتال.
العطا أكد على “الحسم العسكري” ضد قوات الدعم السريع وعدم التراجع عن موقف الجيش في تفكيكها، حتى في ظل مبادرات دولية لوقف الحرب، مثل مقترح “الرباعية الدولية” الذي يضم الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر.
موقف اعتبره الكثيرون أنه يبرز “حالة من الصراع داخل قيادة الجيش”، إذ يسعى تيار فيه لإفشال الهدنة الإنسانية المطروحة من قبل “الرباعية الدولية” الساعية لوقف الحرب في البلاد.
ووفق وسائل إعلام سودانية بينها صحيفة “الراكوبة”، أشارت مصادر سياسية إلى وجود محاولات لإفشال أي هدنة إنسانية، بدعم من تيار الإخوان وقوى أخرى رافضة لوقف الحرب.
ويُعرف العطا بالشخصية المتشددة داخل الجيش السوداني، وبمواقفه المتصلبة الداعية إلى الحسم العسكري، لتثبيت نفوذه الميداني والسياسي في الجيش.

في السياق نفسه، شدد وزير المالية في حكومة بورتسودان جبريل إبراهيم، على عدم وجود أي هدنة أو تفاوض مع قوات الدعم السريع.
وخلال زيارته مخيم للنازحين، تعهد إبراهيم باسترداد الفاشر ودارفور وكل المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع.
وكان وزير الدفاع السوداني حسن كبرون، قد أكد أن الجيش سيواصل القتال ضد قوات الدعم السريع، بعد مناقشة مجلس الأمن والدفاع مقترح الهدنة المقدم من الرباعية الدولية.
أما البرهان، فتوعد بمواصلة القتال ضد قوات الدعم السريع.
معاناة تتفاقم
وتأتي هذه المواقف في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية، حيث يعاني ملايين السودانيين من النزوح وانعدام الأمن الغذائي.
فيما تحذر الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من انهيار المساعدات في مناطق النزاع.
وتشهد مناطق واسعة من السودان تصاعدا في المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ امتد القتال من إقليم دارفور الذي أحكمت الأخيرة سيطرتها عليه الشهر الماضي، إلى مناطق كردفان المجاورة.
وسبق أن أعلنت قوات الدعم السريع، الأسبوع الماضي، موافقتها على هدنة إنسانية اقترحتها الرباعية الدولية حول السودان، لكنها واصلت هجماتها على مدن خاضعة لسيطرة الجيش، من بينها الخرطوم وعطبرة.
وأسفرت الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عامين عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليون شخص، وتسببت في أزمة جوع حادة تهدد ملايين المدنيين.




