أحداث

تهديدات أمنية تدفع لمطالب بتصنيف إخوان السودان إرهابياً دولياً


في ظل تصاعد العنف في السودان، بدأت الأصوات السياسية والمدنية تتعالى مطالبةً بتصنيف الحركة الإسلامية السودانية  كفرع إرهابي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، في تناغم واضح مع مواقف إقليمية ودولية متشددة تجاه الجماعة الأم، التي تم حظرها وتصنيفها كمنظمة إرهابية في عدة دول، من بينها مصر، والسعودية، والإمارات، والأردن، وروسيا.

القيادي في تحالف “صمود” خالد عمر يوسف دعا في تصريح خاص لـ “spt” إلى اتخاذ خطوات جادة لحظر التنظيم، قائلاً: مشروع الحركة الإسلامية دمّر السودان من الداخل، وها هو اليوم يشعل أكبر كارثة إنسانية في العالم من خلال حرب 15 نيسان (أبريل)”.

من جانبه، قال أحد أبرز وجوه المعارضة با بكر فيصل: “إنّ الجماعة “تمجد العنف وتروّج للإقصاء الجسدي”، مضيفًا أنّ “تصنيفها منظمة إرهابية أصبح ضرورة لا مفرّ منها”.

أمّا الباحث عبد المنعم الجاك، فقد لفت إلى أنّ الإخوان “أعادوا ترتيب صفوفهم وتسللوا مجددًا إلى مفاصل الدولة بهدف إطالة أمد الحرب”، معتبرًا أنّ “الفشل في اجتثاثهم عقب الثورة أدى إلى الكارثة الحالية”.

في السياق ذاته، قال وزير العدل السابق الدكتور نصر الدين عبد الباري: إنّ “الجماعة تقف وراء العديد من محاولات تقويض مسار الانتقال الديمقراطي في السودان”، مضيفًا: “الجماعة لعبت دورًا محوريًا في تشكيل الأجهزة الأمنية القمعية، وشاركت في الانقلاب، وتورطت في إشعال حرب 15 نيسان (أبريل)، ولديها سجل طويل في دعم الإرهاب وتصديره إلى الإقليم”.

وختم بالقول: “التصنيف الإرهابي لجماعة الإخوان بمختلف فروعها، وعلى رأسها الفرع السوداني، هو ضرورة ملحة لتفكيك البنية الفكرية والعسكرية للتطرف العابر للحدود”.

وتتكشف يومًا بعد يوم خيوط التمدد العالمي للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين عبر أذرعه النشطة في عدد من الدول، وفي مقدمتها السودان، حيث يمثّل الفرع السوداني للحركة الإسلامية واحدًا من أخطر فروع الجماعة وأكثرها عنفًا وتنظيمًا.

فمنذ تأسيسها في مصر عام 1928 سعت جماعة الإخوان لتصدير مشروعها الإيديولوجي إلى الخارج، وهو ما تحقق بشكل سافر في السودان عندما تمكن “الكيزان”، الاسم المحلي للحركة الإسلامية، من تنفيذ انقلاب عسكري في 30 حزيران (يونيو) 1989، ممهّدين الطريق لأكثر من (3) عقود من الحكم القمعي والتطرف والعنف المنهجي.

وخلال سنوات حكمها، تحوّلت الحركة الإسلامية السودانية إلى مركز عمليات للإرهاب العالمي، مستضيفة قيادات بارزة مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، ومتورطة في التخطيط لعدد من أبرز الهجمات الإرهابية، بينها تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، ومحاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995.

ووفق تقارير حقوقية موثّقة، مارست الكتائب التابعة للحركة، والتي ما تزال تنشط حتى اللحظة ضمن الحرب الأهلية السودانية، مارست فظائع شنيعة ضد المدنيين، شملت القتل والتمثيل بالجثث، وعمليات تصفية على الهوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى