أحداث

تقرير يكشف: البشير لجأ إلى قنوات للاتصال بحميدتي.. والجواب كان الرفض


كشف تقرير مصور بثته قناة “العربية” عن تفاصيل غير معلنة تتعلق بمحاولات الرئيس السوداني السابق عمر البشير التواصل مع قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”. وذلك عبر وسيط عسكري، في خطوة اعتُبرت محاولة لإعادة فتح قنوات الاتصال وسط الأزمة المتصاعدة في البلاد. وبحسب ما ورد في التقرير، فإن حميدتي رفض بشكل قاطع التفاعل مع هذه المبادرة. ما ألقى بظلال من التوتر على العلاقة بين الطرفين. وأعاد إلى الواجهة تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في السودان.

أسرار البشير

التقرير الذي بثته “الحدث” مساء الخميس، أزاح الستار عن جوانب خفية من حياة الرئيس السابق عمر البشير، متناولًا تفاصيل دقيقة عن إقامته الحالية، وتحركاته المحدودة، ومحاولاته المتكررة للتأثير على مجريات الأحداث من خلف الكواليس. وأشار التقرير إلى أن البشير رغم عزله، لا يزال يسعى إلى لعب دور سياسي عبر قنوات غير رسمية. مستفيدًا من علاقاته القديمة داخل المؤسسة العسكرية، إلا أن هذه المساعي تواجه رفضًا واضحًا من أطراف فاعلة في المشهد السوداني. وعلى رأسهم حميدتي، الذي بات يمثل قوة مستقلة ذات نفوذ واسع.

عزلة سياسية

التقرير أظهر أن البشير يعيش حالة من العزلة السياسية. حيث لم تُثمر محاولاته الأخيرة في إعادة التواصل مع قيادات عسكرية عن أي نتائج ملموسة. ووفقًا للمصادر التي استند إليها التقرير، فإن رفض حميدتي التحدث مع البشير لم يكن موقفًا شخصيًا فحسب. بل يعكس تحولًا في موازين القوى داخل السودان، حيث لم تعد الرموز السابقة قادرة على التأثير في القرارات أو توجيه الأحداث كما كان الحال قبل سقوط النظام في 2019. هذه العزلة تعكس أيضًا تراجع نفوذ البشير داخل المؤسسة العسكرية. التي كانت في السابق أحد أعمدة حكمه.

موقف حميدتي

في سياق متصل، أشار التقرير إلى أن موقف حميدتي من البشير يأتي في إطار استراتيجية أوسع يتبعها قائد قوات الدعم السريع. تقوم على رفض أي محاولة لإعادة تدوير رموز النظام السابق أو إشراكهم في ترتيبات سياسية أو أمنية جديدة. هذا الموقف، بحسب محللين. يعكس رغبة حميدتي في ترسيخ استقلالية قراره السياسي والعسكري، وتأكيد أنه لا يخضع لأي ضغوط من أطراف كانت جزءًا من منظومة الحكم السابقة. كما يُفسر هذا الرفض على أنه رسالة ضمنية إلى الداخل والخارج بأن المرحلة الحالية لا تقبل العودة إلى الوراء.

دلالات الرفض

رفض حميدتي التفاعل مع البشير، كما ورد في تقرير “الحدث”، يحمل دلالات سياسية عميقة. خاصة في ظل استمرار الحرب في السودان وتعدد مراكز القوى. فبينما يسعى البشير إلى استعادة بعض من تأثيره عبر قنوات غير رسمية، يبدو أن الواقع الجديد في البلاد لا يمنحه أي مساحة للتحرك. هذا الرفض يعكس أيضًا حجم التحول الذي طرأ على المشهد السوداني. حيث لم تعد الشخصيات التي كانت تهيمن على القرار السياسي تجد من يصغي لها، حتى داخل المؤسسة العسكرية التي كانت حاضنتها الأولى.

التقرير خلص إلى أن محاولة البشير التواصل مع حميدتي تمثل نهاية رمزية لمرحلة سياسية امتدت لثلاثة عقود، حيث باتت رموز النظام السابق تواجه عزلة مزدوجة: شعبية ومؤسسية. وبينما تستمر الحرب في تمزيق البلاد، يبدو أن البشير. الذي كان في يوم من الأيام على رأس السلطة، أصبح اليوم مجرد شخصية هامشية تحاول عبثًا استعادة دورها في مشهد لم يعد يعترف بها. هذا التحول يعكس ديناميكية جديدة في السودان، حيث تتغير التحالفات وتُعاد صياغة مراكز النفوذ بعيدًا عن إرث الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى