تقرير حقوقي: الجيش السوداني متهم بارتكاب مجازر جديدة ضد المدنيين
وثق تقرير حديث أعده “التحالف السوداني للحقوق” بشكل دقيق الانتهاكات الفظيعة التي أرتكبها الجيش السوداني والمليشيات التابعة له ضد سكان “الكنابي” بولاية الجزيرة (وسط السودان). شملت التصفيات الجسدية والإعدامات والتهجير القسري ونهب الممتلكات. نتج عنها مقتل المئات وتهجير واسع النطاق للمدنيين.
والكنابي مجمعات سكنية حول مشروع الجزيرة الزراعي، تقطنها مجموعات عرقية تتحدر من قبائل في غرب السودان، خاصة دارفور وكردفان. أبرزها (البرقو، التاما، الهوسا، الأرنقا، المراريت، الفور، الزغاوة والمساليت) وظلوا يواجهون منذ عقود التهميش والإقصاء.
-
تسليح البرهان للحركات المسلحة وعلاقة الجيش السوداني بها
-
الجيش السوداني تحت الانتقادات: اعتقال المئات تعسفياً خلال الشهرين الماضيين
تفاقمت الأوضاع أكثر بعد استيلاء الجيش السوداني وحلفاؤه على مدينة ودمدني عاصمة الجزيرة، إذ تعرضت هذه المجتمعات للمجازر. والتهجير القسري، والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، وفق التقرير.
عانى سكان الكنابي من العنف الممنهج والتمييز والإقصاء. حيث تراوحت الانتهاكات ضدهم بين العنف الجسدي، القتل والتعذيب، والنزوح القسري وتدمير الممتلكات.
وذكر التقرير أن الجماعات المسلحة المدنيين استهدفت بشكل خاص. وارتكبت مجازر بحق تلك المجتمعات قتل فيها المئات.
وشهدت محلية أم القرى شرق ودمدني بعد دخول الجيش، هجمات وحشية شملت اعتقالات جماعية، إعدامات، وحرق المنازل.
-
الجيش السوداني: من استغلال الحركات المسلحة إلى التخلي عنها وتهميشها
-
تقارير صادمة.. ما الذي يجري داخل سجون الجيش السوداني؟
اعتقلت “مليشيات درع السودان” التي يقودها أبوعاقلة كيكل 93 مواطنًا من كمبو (التضامن). وقامت بإعدام 23 منهم، والقيت جثثهم في المزارع، وتم حصر أسماء الضحايا.
وارتكبت المليشيا التي تقاتل في صفوف الجيش السوداني مذبحة مروعة ضد سكان كمبو (طيبة)، أحرقت طفلين، وهما على قيد الحياة داخل منزلهما. واغتالت 8 مواطنين آخرين، واختطاف 13 امرأة، وحرق القرية بأكملها.
في مدينة ود مدني الكبرى، ارتكب الجيش السوداني وحلفاؤه مجازر وجرائم حرب. إعدامات ميدانية، وتصفيات للمدنيين، واعتقالات مئات من الشباب والنساء والأطفال يقبعون حاليًا في سجون ومعتقلات المدينة في ظروف إنسانية بالغة السوء.
تم استهداف اللاجئين من دولة جنوب السودان بشكل كبير في عدد من المناطق والأحياء، بناءً على اتهامات غير مُثبتة، دون أي إجراء قانوني، بزعم تعاونهم مع “قوات الدعم السريع“.
-
هل تنجح حكومة الدعم السريع وحلفاؤها في تقويض نفوذ الجيش السوداني؟
-
مروي تكتوي بنيران الحرب.. المسيّرات تهدد مواقع الجيش السوداني
ووفقًا للتقرير يتطلب الوضع في ود مدني مزيدًا من التحقيق للكشف عن النطاق الكامل للجرائم المرتكبة ضد المدنيين العُزل.
بعد سيطرة الجيش شهدت المدينة ارتكاب المزيد من الجرائم الممنهجة ضد المدنيين العزل على أساس عرقي وإثني للمواطنين من غرب وجنوب السودان. نفذتها ميليشيات البراء بن مالك “المتطرفة” التابعة للحركة الإسلامية، و”قوات العمل الخاص”، وهي مجموعة من المقاتلين الإسلاميين السابقين.
في محلية الحاج عبد الله جنوب الجزيرة، تم حرق أكثر من 16 من قرى الكنابي. وتهجير سكانها، كما اعتقال مئات الشباب وتعذيبهم، وسرقة ممتلكاتهم والآلاف من رؤوس المواشي.
وذكر التقرير أن مدينة الحصاحيصا، ثاني أكبر مدن الجزيرة، شهدت أعنف الجرائم التي ارتكبها الجيش السوداني وحلفائه من” المستنفرين”، شنوا سويًا هجمات ممنهجة من قتل ونهب وتهجير قسري للسكان.
-
اغتيال سياسي في العلن.. الجيش السوداني يقتل قياديًا بحزب “الأمة” أمام طلابه
-
تحركات داخل الجيش السوداني لعزل البرهان.. هل يعود الإسلاميون إلى الواجهة؟
روى شهود عيان تفاصيل مقتل العشرات من سكان “الكنابي” على أيدي مسلحين. ودفنهم في مقابر جماعية.
وقال الشهود إن “المسلحين كانوا يقتلون أي شاب أو رجل يصادفونه”. ويطلقون النيران بصورة عشوائية ضد المدنيين في الكنابي.
وكشف تقرير “التحالف السوداني” الذي استند على مصادر عديدة ومتنوعة، عن عمليات القتل والإعدام، وحرق المنازل والمزارع، والاختفاء القسري لأهالي الكنابي في ولاية الجزيرة.
واتهم التقرير حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بالتواطوء في هذه الجرائم. والصمت على حملات التحريض وخطاب الكراهية من قبل قادة المجتمع وكبار المسؤولين والعسكريين ضد أهالي الكنابي، زاد من تعرض هذه المجتمعات للخطر وتبرير العنف ضدهم.
-
من معقل للنازحين إلى قاعدة عسكرية.. معارك الجيش السوداني في مخيم زمزم
-
فضيحة ‘سوق برهان’.. الجيش السوداني يبيع الممتلكات المنهوبة علناً
ورأى التحالف السوداني للحقوق أن الأعمال العنيفة التي ارتُكبت ضد أهالي الكنابي خرقًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان. ولها تداعيات بعيدة المدى على المعايير الإنسانية التي صممت لحماية الفئات الضعيفة.
واتسمت هجمات الجيش السوداني على مجتمعات الكنابي، وخاصة بعد سيطرتها على مدينة ود مدني، بالوحشية. بما في ذلك المجازر والتهجير القسري والاعتقالات الجماعية، واختطاف النساء والأطفال.
وشدد التقرير على الحاجة المُلحة للمساءلة على المستويين الوطني والدولي. داعيًا لتدخل دولي لمحاسبة الجناة على هذه الأفعال، بما يضمن حماية المجتمعات المهمشة في السودان والاعتراف بها.
وحض التحالف المدني منظمات حقوق الإنسان والهيئات الدولية والمجتمع الدولي بالتعاون مع المجتمع المدني السوداني للمطالبة بإلغاء القوانين والممارسات التمييزية التي تكرس لهذا العنف.
-
أم درمان تنزف.. جبل سركاب يتحول إلى ساحة موت على يد الجيش السوداني
-
الجيش السوداني يصعّد في نيالا.. سياسة «الأرض المحروقة» مستمرة