تحقيقات

تقدم ميداني لافت.. قوات التأسيس على وشك السيطرة على الفاشر


في تصريح علني أدلى به القيادي في تحالف تأسيس سليمان صندل. أكد أن قوات التحالف خاضت مواجهات مباشرة مع الجيش السوداني خلال الأسبوع الجاري في عدد من المناطق الواقعة بولايات كردفان، من بينها منطقة رهيد النوبة. مشيرًا إلى أن قواتهم تمكنت من التصدي لهجمات الجيش في تلك المواقع. وفي تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة فيسبوك. أشار صندل إلى أن قواتهم باتت على مقربة من السيطرة الكاملة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في تطور ميداني وصفه بالمؤشر الحاسم في مسار العمليات العسكرية.

بالتزامن مع هذه التصريحات، شهدت مدينة الفاشر يوم الخميس تصعيدًا كبيرًا في حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. حيث سجلت الأخيرة تقدمًا ميدانيًا لافتًا بوصولها إلى مقر “السوبر كامب” الواقع جنوب غرب المدينة، والذي كان يستخدم سابقًا كمقر للقوة المشتركة. وأفاد شهود عيان أن عناصر الدعم السريع تمكنوا من اختراق محيط المقر، في خطوة اعتُبرت من أخطر مراحل الصراع داخل المدينة منذ اندلاع القتال. نظرًا لما يحمله الموقع من رمزية عسكرية واستراتيجية.

وفي توثيق ميداني نشرته منصة “دارفور24″، ظهرت مقاطع مصورة لعناصر من قوات الدعم السريع وهم يستقلون عربات قتالية رباعية الدفع داخل مقر “السوبر كامب”. الذي كان في السابق مقرًا لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي “يوناميد”. وأظهرت الصور وجود عناصر مسلحة داخل المباني، إلى جانب خنادق وخيام منصوبة، فضلاً عن سيارات محترقة في محيط المنشأة. ما يعكس حجم الاشتباكات التي دارت في المنطقة ويؤكد السيطرة الفعلية على المقر من قبل قوات الدعم السريع.

الموقع الذي سيطرت عليه قوات الدعم السريع لا يبعد سوى أربعة كيلومترات تقريبًا عن مقر قيادة الجيش السوداني وسط مدينة الفاشر. ويفصل بينهما جسر صغير يربط حي الدرجة الأولى بمركز المدينة. هذا التقدم الميداني يضع قوات الدعم السريع على مقربة مباشرة من مواقع عسكرية حساسة، ويمنحها أفضلية استراتيجية في ظل استمرار العمليات العسكرية على أكثر من محور داخل المدينة. ما يثير مخاوف من توسع رقعة الاشتباكات في الأحياء السكنية المجاورة.

في المقابل، أفاد مصدر عسكري تابع للقوة المشتركة أن الجيش السوداني. مدعومًا بالقوات المستنفرة، تمكن من صد الهجوم وإبعاد قوات الدعم السريع من مناطق قشلاق الجيش وحي أولاد الريف، وصولًا إلى حدود سوق المواشي. كما أشار إلى حركة نزوح واسعة من الأحياء الشمالية الشرقية للمدينة. بما في ذلك مخيم أبشوك، حيث اتجه السكان نحو مناطق أكثر أمنًا مثل حي الدرجة الأولى وأبشوك الحلة ومحيط جامعة الفاشر، في ظل تصاعد القصف المدفعي الذي طال مناطق سكنية.

وفي تصريح منفصل، نفى قيادي في الجيش السوداني. فضّل عدم الكشف عن هويته، وصول قوات الدعم السريع إلى محيط القيادة العامة أو اقترابها من أسوارها، مؤكدًا أن الجيش نفذ عمليات نوعية في أحياء النصرات والشرفة والقبة وأولاد الريف. كما أشار إلى تعزيز الدفاعات العسكرية حول مخيم أبشوك شمال المدينة، واصفًا الوضع الميداني بأنه مطمئن، مع تأكيد الاستعداد الكامل. لشن هجمات مضادة على مواقع انتشار قوات الدعم السريع في أكثر من اتجاه داخل المدينة.

من جهة أخرى، كشف مصدر مطلع لمنصة “دارفور24” أن قوات الدعم السريع قد بسطت سيطرتها فعليًا على مخيم أبشوك، وتتمركز بكثافة في المربعات السكنية رقم (16) و(17). إضافة إلى سوق نيفاشا، الذي يُعد نقطة مركزية لإمداد المدينة بالاحتياجات الأساسية. كما توغلت القوات في أحياء النصرات والشرفة والقبة، الواقعة في الشمال الشرقي من مقر قيادة الجيش، ما يعكس اتساع نطاق السيطرة الميدانية لقوات الدعم السريع داخل مدينة الفاشر. ويؤشر إلى تحول نوعي في خارطة التوازن العسكري بالمنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى