“تقترب قوات الدعم السريع في السودان من حسم المعركة في محور سلاح المدرعات”
أحكمت قوات الدعم السريع حصارها على مقر سلاح المدرعات بالخرطوم. مؤكدة اقتراب نهاية المعارك المندلعة منذ أيام. فيما تحدث الجيش السوداني عن صدّ محاولات القوات شبه العسكرية للسيطرة على المنشأة ومجمع الذخيرة، متّهما إياها بقصف مناطق سكنية.
فيما دقت بعثة الأمم المتحدة ناقوس الخطر من تداعيات احتدام القتال وتفشي العنف، داعية إلى التعبئة فورا لتخفيف معاناة السكان المتضررين.
وتجددت الاشتباكات اليوم الاثنين في محيط سلاح المدرعات ومنطقة الشجرة العسكرية بالخرطوم وقصفت طائرات الجيش السودان نقاط تمركز قوات الدعم السريع.
وامتدت الاشتباكات إلى أحياء النزهة والعشرة وجبرة واللاماب في محيط المنطقة إلى جانب مدينة بحري شمالي الخرطوم، وفق شهود.
وأفاد الجيش السوداني في بيان نشره على صفحته بموقع فيسبوك بأن قواته “تمكنت من تحطيم عدد من محاولات الهجوم الفاشلة من قبل الميليشيا المتمردة على سلاح المدرعات ومجمع الذخيرة”.
وتابع أن “قواته قدمت ملحمة بطولية رائعة وكبدت قوات الدعم السريع خسائر ضخمة تضمنت مئات القتلى والجرحى وتدمير 5 مدرعات ودبابة وعربتي مدفع”.
وأفاد بأنه استولى على “عدد كبير جاري حصره من العربات القتالية والمسلحة”. مضيفا أنه “لاحظ أن قوات الدعم السريع اعتمدت في الهجوم على عدد كبير من القصر وصغار السن. مما يضاف إلى انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي الانساني وسجلها الحافل في جرائم الحرب”.
وتابع البيان أن “قوات الدعم السريع قامت أثناء هروبها بإطلاق قذائف هاون تجاه منطقة السلمة. ما أدى إلى مقتل 6 مواطنين وعدد من الجرحى. بالإضافة إلى قيامها بقصف منطقة كرري البلد، ما أسفر عن مقتل امرأتين وإصابة 8 أشخاص”.
وأكد مصطفى محمد إبراهيم مستشار قائد قوات الدعم السريع أن المعركة قاربت على الانتهاء وأن جنودهم يحاصرون سلاح المدرعات. فيما نشرت صفحتها على موقع “اكس” مشاهد من المواجهات.
مشاهد حية من كواليس المعركة التي يخوضها أشاوس قوات الدعم السريع ضد الفلول في معسكر المدرعات الشجرة اليوم#RSFLive #RSFSudan #معركة_الديمقراطية #حراس_الثورة_المجيدة pic.twitter.com/IDgikX8myF
— RSF Live (@RSFLiveSD) August 20, 2023
وأعلن الجيش السوداني يوم الاثنين مقتل قائد رفيع هو صاحب أبرز رتبة عسكرية مقاتلة في الميدان، بمدينة نيالا حاضرة ولاية غربي البلاد.
وقال في بيان نشره عبر صفحته في فيسبوك “ينعى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان اللواء الركن ياسر فضل الله الخضر الصائم قائد الفرقة 16 مشاة”.
ويعتبر القائد العسكري ياسر فضل الله، أبرز رتبة عسكرية تقاتل في الميدان، منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي.
وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي قبل يومين، فيديوهات ظهر فيها قائد الفرقة 16 مشاة بمدينة نيالا، اللواء فضل الله وهو يحفر قبره بيديه وسط جنوده، في إشارة إلى حماية القيادة العسكرية بكل السبل وإن أدت إلى مقتله.
وأضاف بيان الجيش أن اللواء “اغتالته يد الغدر والخيانة بنيالا وهو يؤدي واجبه المقدس في الدفاع عن الوطن”.
ومن أهم المناصب القيادية التي شغلها الفقيد “قائد معهد ضباط الصف، قائد قوة حماية المدنيين بدارفور وقائد الفرقة 16 مشاة نيالا، كما عمل ملحقا عسكريا بسفارة السودان بالأردن”، وفق ذات المصدر.
وفي سياق متصل دعت بعثة الأمم المتحدة بالسودان (يونيتامس) الأحد إلى وقف القتال في ولايتي غرب وجنوب كردفان (جنوب).
وقالت في بيان إن “بعثة الأمم المتحدة تشعر بالجزع من ارتفاع العنف مؤخرا في ولايتي جنوب وغرب كردفان في المناطق المأهولة بالسكان”.
وأضافت أن “التقارير تشير إلى أن أجزاء من مدينة كادوقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان تعرضت للقصف من قبل الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو في 16 أغسطس الجاري وأعقب ذلك قصف واشتباكات بين الجيش السوداني والحركة الشعبية أدى إلى تشريد السكان المحليين وأسفر عن خسائر في صفوف المدنيين”.
والأربعاء أعلن الجيش مقتل 40 مسلحا من قوات “الحركة الشعبية ـ شمال” بقيادة الحلو، في ولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد.
وأوضحت البعثة الأممية في البيان أن مدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان تشهد منذ 16 أغسطس الجاري تصاعد القتال بين الجيش والدعم السريع وتم نهب مكاتب الحكومة وَالمصارف والأمم المتحدة ومكاتب منظمات غير حكومية.
وأضافت “يجب أن تتوقف جميع الأعمال العسكرية والتعبئة فورا لتخفيف معاناة السكان المتضررين”.
ونقل البيان عن رئيس البعثة الأممية، فولكر بيرتس قوله “يجب على الأطراف المتحاربة العودة إلى الحوار لتسوية خلافاتهما”.
وشهدت العاصمة الخرطوم ومدن أخرى الأحد اشتباكات بأسلحة ثقيلة وخفيفة بين الجيش والدعم السريع التي حشدت قوات خارج مدينة النهود بولاية غرب كردفان (جنوب).
ويتبادل مجلس السيادة الانتقالي برئاسة عبدالفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال في منتصف أبريل الماضي وارتكاب انتهاكات خلال هدنات متتالية، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون وما يزيد عن 4 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، وفقا لوزارة الصحة والأمم المتحدة.