تقارب جديد بين إخوان السودان وإيران: محاولة لتعزيز السيطرة والنفوذ
زيارة الإخواني جبريل إبراهيم إلى إيران لم تكن فقط بهدف إدارة الشؤون الاقتصادية، بل أيضاً لإعادة هيكلة قاعدته التنظيمية، وفق رؤية تسعى إلى تمكين الحركة الإسلامية من مفاصل الدولة في السودان.
ووفق الكاتب السوداني الدكتور عبد المنعم همت، فقد شهد الأسبوع الماضي زيارة وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم إلى إيران، والتقى بعدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، من بينهم وزير الاقتصاد، ووزير الصناعة، ووزير الخارجية. وتأتي هذه الخطوة في إطار تجديد الصلات بين البلدين بعد قطيعة رسمية دامت نحو (8) أعوام.
وأضاف همت أنّه، رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية منذ عهد حكومة البشير، إلا أنّ اللجان المشتركة بين الطرفين ظلت قائمة وتعمل بشكل غير رسمي، ممّا حافظ على وجود قنوات تواصل بين القيادات السودانية والإيرانية.
وبحسب ما نقلت صحيفة (العرب) اللندنية، فإنّ زيارة الوزير جبريل إبراهيم تفتح المجال أمام إيران لاستعادة نفوذها، مستغلة الظرف السياسي الراهن في السودان لتقديم نفسها كشريك استراتيجي محتمل، غير أنّ هذه المبادرات التي يقودها جبريل ليست استثنائية في حد ذاتها، بل تندرج ضمن مسعى أوسع من أطياف الإسلاميين في السودان لبناء شبكة تحالفات دولية تمكنهم من الصمود أمام المتغيرات الداخلية. فالصراع الداخلي بين التيارات الإسلامية السودانية يتخذ طابعاً مخادعاً، حيث يبدو في ظاهره تناغماً، ولكنّه يخفي وراءه توترات تتجسد في محاولات كل جناح لبسط هيمنته الخاصة من خلال بناء علاقات دولية مستقلة، لا سيّما مع قوى مثل إيران وروسيا والصين. ويسعى كل جناح لتدعيم نفوذه عبر هذه الشراكات، تحضيراً لما يعتبرونه جولات صراع مستقبلية قد تعيد تشكيل موازين القوى داخل السودان.