أحداث

تفكيك النفوذ الخفي.. هل ما زال الإخوان يتحكمون في مسار السودان؟


أعادت تصريحات الأمين العام لجنة تفكيك نظام الإخوان في السودان، الطيب عثمان يوسف، جدلاً واسعًا حول مدى نفوذ “الإخوان” فعليًا في مؤسسات الدولة. إذ أكد  في لقاء مع موقع قناة “الغد”، أن «الجماعة تدير المشهد بالسودان حاليًا»، ملمّحًا إلى أن اللجنة تمتلك قاعدة بيانات شاملة عن مسار تمكين التنظيم. 

وفي تصريحات موازية نقلتها “سكاي نيوز” عربية، شدّد يوسف على أن “الدولة العميقة” لا تزال متجذّرة، رغم المحاولات الرسمية لنزع نفوذ الجماعة؛ مشيرًا إلى أن نحو 98% من الموظفين المفصولين سابقاً بسبب انتمائهم لـ”الإخوان” أعيدوا إلى مواقعهم. 

تأتي هذه التصريحات في ظرف سياسي حساس: فبعد سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، صنّفت السلطات السودانية “الإخوان” كجماعة محظورة، وأُسست لجنة التفكيك ضمن عملية “إزالة التمكين” — هدفها طي صفحة النظام السابق ومحاكمة رموزه. 

لكن بحسب يوسف، ليس المقصود كل عناصر النظام السابق، بل تحديد من كانت لهم “علاقة بتمكين” التنظيم أو عرقلوا المسار الانتقالي، في إشارة إلى أن اللجنة تستهدف من اعتبرهم عائقًا للإصلاح. 

كما كشف عن وجود شبكة مصالح اقتصادية مرتبطة بـ”الإخوان”: تشمل تجارًا ومستوردين يديرون شركات محلية وخارج السودان — في الخليج، أوروبا، وآسيا.

ويرى مراقبون أن هذه التصريحات محاولة لإعادة رسم صورة النفوذ الحقيقية للجماعة في وقت يزداد فيه الضغط عليها داخليًّا وخارجيًّا، فيما يعتبر البعض أن الهدف ليس فقط تفكيك هيكل تنظيمي، بل كذلك كسر شبكة روابط اجتماعية — مؤسّساتية واقتصادية — شكلت دعامة للحكم السابق. 

ويرى آخرون أن ما تبقى من النفوذ قد يكون محدودًا فعليًا، وأن الإعلان الإعلامي يهدف لإحداث ضغط سياسي على معارضي الحكومة.

كذلك، تؤكد تصريحات لجنة التفكيك أن جماعة الإخوان لا تزال — بحسب وصفها — تشكّل “الدولة العميقة” المتخفية في مؤسسات السودان، رغم محاولات استئصالها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى