تضئ شعلة القتال مجدد في السودان من محاولة الميليشات المسلحة إبادة سكان دارفور
وصلت الميليشيات المسلحة، إلى ضواحي أرداماتا في أوائل نوفمبر وأخذ مقاتلوها الرجال من منازلهم ثم أحرقوها؛ قُتل ما لا يقل عن 800 شخص وأمر الناجون بدفن الموتى، وتنقلت الميليشيات من منزل إلى منزل في أرداماتا، في غرب دارفور، وفقا للمركز العالمي لمسؤولية الحماية، حيث قامت باعتقال وقتل أشخاص من جماعة المساليت العرقية.
قام المحققون في مركز مرونة المعلومات (CIR) غير الربحي بجمع صور من أرداماتا يبدو أنها تؤكد الهجمات على المدنيين، حيث يقوم مشروع “Sudan Witness” التابع لـCIR برصد انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة، وهي مغلقة أمام الأجانب والصحفيين، وذلك باستخدام معلومات مفتوحة المصدر وصور الأقمار الصناعية والبيانات المقدمة من وكالة ناسا، بالإضافة إلى جمع الصور من وسائل التواصل الاجتماعي التي تم تحديد موقعها الجغرافي.
وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، فإن الميليشيات المسلحة تستغل القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني المشتعل منذ 15 أبريل، لتنذر بانزلاق السودان في حرب أهلية جديدة، حيث تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 9000 شخص قتلوا ونزح 5.6 مليون خلال الأشهر السبعة الماضية.
وتسيطر قوات الدعم السريع الآن على أربع من قواعد الجيش السوداني الخمس في منطقة دارفور، وسيطرت على نيالا وزالنجي في أكتوبر، واتهمت الميليشيات المجهولة بارتكاب مذبحة عرقية في الجنينة، حيث تم التعرف على مقابر جماعية في يوليو.
وقد تحقق باحثو المركز من مقاطع فيديو لرجال الميليشيات وهم يقومون بتجميع وجلد رجال يرتدون ملابس مدنية في أرداماتا، ويُظهر أحد مقاطع الفيديو رجالاً يتعرضون للضرب بالبنادق على أيدي رجال ملثمين.
ويقول إبراهيم أبكر وهو أحد سكان أرداماتا يبلغ من العمر 40 عاماً: “لقد قتلوا كل رجل التقوا به في الحي الذي أعيش فيه… كنت أصلي عندما سمعت صوت انفجار. لقد قتلت قذيفة أصدقائي وكادت تقطع قدمي”.
وتقول الأمم المتحدة: إن ما لا يقل عن 8 آلاف شخص فروا من أرداماتا وعبروا إلى تشاد، ويحاول أباكار الوصول إلى تشاد، لكن قيل له إنه سيتعين عليه دفع 100 ألف جنيه سوداني (133 جنيهًا إسترلينيًا) للميليشيات القريبة من الحدود من أجل العبور. وقد عبر ما يقرب من 450,000 سوداني الحدود إلى تشاد منذ يونيو.
تنامي الصراع
وأكدت الصحيفة البريطانية أن الديناميكيات الحالية في المنطقة قد تؤدي إلى المزيد من عمليات القتل الجماعي في بيئة تتسم بالانفلات التام للقانون والإفلات من العقاب، وقال مبارك عثمان، وهو أحد سكان أردماتا، إن المسلحين وصلوا وحاصروا البلدة قبل الهجوم، وأمر هو وستة رجال آخرين بدفن عشرات الجثث في مقابر جماعية.
يقول مركز العلاقات الدولية: إن صور الأقمار الصناعية تظهر حرائق في المناطق السكنية في جميع أنحاء أراداماتا في الفترة ما بين 2 و10 نوفمبر، بما في ذلك مخيم للنازحين.
يقول آدم موسى أوباما، من مجموعة دعم ضحايا دارفور، التي تنشر مقاطع فيديو للانتهاكات، إن الميليشيات تستهدف الرجال على وجه الخصوص، للاستيلاء على أراضيهم والقضاء عليهم باعتبارهم مجموعة من السكان الأصليين في دارفور.