تصعيد ميداني في الفاشر يسفر عن سقوط قتلى وجرحى

شهدت مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، فجر الاثنين، تصعيداً عسكرياً جديداً أسفر عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين، بينهم أطفال وامرأة حامل، وسط ظروف صحية متدهورة نتيجة توقف معظم المرافق الطبية عن العمل. وأعلنت شبكة طبية مستقلة أن 13 شخصاً فقدوا حياتهم، فيما أصيب 19 آخرون، بينهم سبعة أطفال، جراء ما وصفته بـ”القصف المدفعي المتعمد” الذي استهدف أحياء سكنية في المدينة. هذا التصعيد يأتي في وقت تتواصل فيه الاشتباكات بين الجيش السوداني، مدعوماً بالقوات المشتركة، وقوات الدعم السريع التي شنت هجوماً عبر ثلاثة محاور، وفقاً لتقارير صحفية محلية.
حصار مستمر
منذ مايو 2024، تعيش مدينة الفاشر تحت حصار متواصل من قبل قوات الدعم السريع، في ظل تحذيرات دولية متكررة من خطورة العمليات العسكرية التي تستهدف المدينة، باعتبارها مركزاً حيوياً للعمليات الإنسانية في إقليم دارفور. وتؤكد مصادر طبية أن الوضع الصحي في المدينة بلغ مستويات حرجة، مع خروج معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة، ما يفاقم من معاناة السكان ويحد من قدرة الفرق الطبية على الاستجابة للحالات الطارئة. وتُظهر التقارير أن عدداً من الجرحى لا يزالون عالقين في مناطق الاستهداف، وسط صعوبة الوصول إليهم بسبب استمرار القصف والاشتباكات.
إدانة طبية
شبكة أطباء السودان، وهي هيئة مهنية مستقلة، أصدرت بياناً شديد اللهجة أدانت فيه ما وصفته بالاستهداف المتكرر للمدنيين في الفاشر، معتبرة أن ما يجري يمثل انتهاكاً ممنهجاً للحياة المدنية ويُصنف ضمن الجرائم التي تستوجب المساءلة الدولية. وأشارت الشبكة إلى أن المدينة تشهد يومياً تكراراً لنمط من الهجمات التي تستهدف الأحياء السكنية، في ظل غياب أي تدخل دولي فعّال لحماية السكان. وطالبت الشبكة المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بالتحرك العاجل لوقف الهجمات، وتوفير الحماية للعاملين في القطاع الطبي، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإخلاء الجرحى وإيصال الإمدادات الطبية والإغاثية.
نداء شعبي
في سياق متصل، أصدرت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر بياناً وصفت فيه المشهد العام في المدينة بأنه يعكس “أبشع صور الحرب”، مشيرة إلى أن المدينة محاصرة من جميع الاتجاهات بترسانة عسكرية تشمل مدافع ثقيلة، مسيّرات هجومية، ومصفحات مدرعة. وأضاف البيان أن الهجمات المتكررة باتت شبه يومية، وأن التصعيد الأخير شمل استخدام غازات كيميائية تُنثر فوق المنازل، ما اعتبرته التنسيقية انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية. ودعت اللجان إلى تحرك عاجل لحماية أكثر من مليون مدني يعيشون تحت الحصار، مطالبة بتدخل فعلي لكسر الطوق المفروض على المدينة وإنقاذ سكانها قبل فوات الأوان.
