أحداث

تصعيد خطير.. الجيش السوداني يهدد بقصف مطارات تشاد ونجامينا تستنفر


هدد الجيش السوداني بضرب مطاري نجامينا وأمجراس الدوليين في تشاد، متهما نجامينا بالتدخل في الحرب.

وجاء هذا التهديد على لسان نائب القائد العام للجيش السوداني ياسر العطا، وسط تحذيرات من أن يدفع هذا التصعيد بالمنطقة الهشة أمنيا إلى صراع مفتوح.

وزعم العطا أن “مطاري نجامينا وأمجراس أهداف مشروعة لقواتهم”، موجها اتهامات بالجملة تزعم تورط تشاد في حرب السودان.

وبحسب مراقبين، فإن تهديدات الجيش السوداني لتشاد تعد مؤشرا على محاولات الخرطوم كسر عزلتها السياسية وتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج. 

ويأتي هذا التصعيد في ظل اتهامات من الجيش السوداني لتشاد بدعم أطراف في الصراع السوداني، بينما تنفي نجامينا أي تدخل، مشددة على التزامها بالحياد ومساعيها الدبلوماسية لحل الأزمة السودانية. 

إجراءات أمنية 

وكشفت مصادر تشادية عن تعزيز السلطات إجراءاتها الأمنية حول البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك المطارات، لصد أي “عمل وقح” من طرف السودان قد يلحق أضرارا بسلامة الطيران والاستقرار في تشاد.

 وأكدت المصادر أن الوضع يستحق تدخلا من المجتمع الدولي، الذي يتعين عليه دراسة التدابير اللازمة لمنع تصعيد التوترات مع بلدان الجوار، حيث فتحت الخرطوم جبهات استفزاز مع جنوب السودان وليبيا وتشاد.  

ونددت الحكومة التشادية بحزم بتصريحات ياسر العطا والتي وجهت تهديدات صريحة ضد سيادة نجامينا.

وفي بيان رسمي، الاثنين، وصفت وزارة الخارجية التشادية تصريحاته بأنها “غير مسؤولة وخطيرة”، واعتبرتها بمثابة إعلان حرب محتمل إذا تحققت هذه التهديدات.

وأشار البيان إلى أن “تشاد كانت في كثير من الأحيان هدفا لمناورات مزعزعة للاستقرار من السودان، بدءا من دعم التمردات المحلية إلى توسع جماعة بوكو حرام”. ومع ذلك، ورغم هذه الهجمات المتكررة، فضلت نجامينا دائما المسار الدبلوماسي والسلام، مع ضمان الدفاع عن أراضيها.

وتحذر الحكومة التشادية من أي محاولة لتقويض سلامة أراضيها، محذرة من أنها ستتخذ الرد المناسب وفقا للقانون الدولي في حال وقوع هجوم.

في حين أن السودان يعاني من الحرب منذ ما يقرب من عامين، فإن تشاد تحافظ على حيادها وتواصل جهودها الدبلوماسية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية، حسب المصدر. كما ذكر التزامه الإنساني، حين رحب بمئات الآلاف من اللاجئين السودانيين.

وقال المتحدث باسم الوزارة إبراهيم آدم محمد: “بدلا من إصدار تهديدات لا معنى لها، ينبغي على أطراف الصراع السوداني أن تركز جهودها على وقف الأعمال العدائية على الفور”.

وأخيرا، أكدت نجامينا استعدادها للتعاون مع جميع الشركاء الملتزمين بالسلام في المنطقة، ورفضت أي نهج عدائي.

حق الرد 

 ووصف المحلل السوداني الطيب الزين “تصريحات ياسر العطا بالتعليقات المثيرة للاشمئزاز التي تعبر عن جهل وغباء ولا تمثل إرادة الشعب السوداني”. مؤكدا في تصريح، لـ”إرم نيوز”، أنه من حق دولة تشاد أن ترد عليه بما تراه مناسبا، مذكرا بماضي العطا الذي “يمثل النظام القديم، وأن ما قاله لا يعني الشعب السوداني لا من قريب أو بعيد”.

وقال الزين: “نحن شعب يحترم الآخر ونتعامل في هذا الإطار، والشعب السوداني ماض في طريقه نحو بناء سودان جديد خال من الاستبداد والفساد والظل”.

وحول خلفيات الهجوم على دولة جارة، أوضح المحلل أن النظام السوداني توصل الآن إلى قناعة بأنه مهما تحدث عن انتصارات فنهايته قريبة، بما أن الشعب عانى منه واليوم يريد تصدير أزمته للخارج”، مختتما قوله: “هذا هو واقع حال النظام البائس في بورتكيزان، وعجلة الزمن لن تعود إلى الوراء”.

وفي نجامينا، رد وسيط جمهورية تشاد ورئيس الوزراء السابق صالح كبزابو، على تهديدات الجيش السوداني، بالدعوة إلى الحذر، وأعرب عن قلقه إزاء التوترات بين تشاد والسودان.  

وأشار في تصريحات لوسائل إعلام محلية، الإثنين، إلى وجود نحو مليوني لاجئ سوداني في تشاد، وهو ما يشهد على الأخوة بين شعبي البلدين. وأخيرا، دعا إلى بذل الجهود لتعزيز هذه الأخوة القديمة بدلا من الاستسلام للخطابات العدائية، مذكرا بالتحديات المشتركة المرتبطة بالفقر التي تواجهها الدولتان.

وعلى منصة “تيك توك” انتشرت مقاطع فيديو لجنود سودانيين يهددون علانية سلطة الرئيس محمد إدريس ديبي.

وأثار هذا الأمر تساؤلات في نجامينا، حيث يشعر البعض بالقلق بشأن العواقب التي قد تترتب على هذه التهديدات المتلاحقة دون أن يتم التصدي بضبطها من قيادة الجيش السوداني التي لم تعد تملك سلطة على أتباعها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى