تحقيقات

تصريحات ياسر العطا اليائسة لصرف الأنظار عن الفشل


تصريحات الفريق أول ركن ياسر العطا محاولة لصرف الأنظار عن الفشل في مواجهة قوات الدعم السريع.
تصريحات للتغطية على مدى ارتباك المؤسسة العسكرية فقد أصبحت تصريحات الفريق أول ركن ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني، التي سعى فيها لانتقاد الإمارات، كالقشة الأخيرة من المؤسسة العسكرية لتبرير خسائرها في الحرب من خلال البحث عن ذرائع للتغطية على العجز بدلا من الاعتراف بالمسؤولية عن الفشل والاستجابة للأصوات الداعية إلى وقف الحرب.

حيث وصف الناشط الساسي حجازي أحمد مقارنة بين خطابات حميدتي وياسر العطا ..

حميدتي عندما إستشعر خطر المصريين في قاعدة مروي الجوية قام بإرسال قواته فأحتل القاعدة وأسر الطيارين المصريين ودمر المقاتلات المصرية وهي على مدرج المطار ..

وشرح حميدتي لوسائل الإعلام مخاوفه بأن هذه الطائرات سوف تُستخدم ضد قواته وقد كشف ذلك للعالم أجمع ولذلك لم يدين الدعم السريع بسبب إجتياحه لقاعدة مروي الجوية والسبب لأنها الحرب تقتضي ذلك وبأن مخاوفه كانت موضوعية وبمسؤولية تامة وعن طريق الصليب الأحمر بادر الدعم السريع بتسليم الطياريين المصريين الأسرى لبلادهم مع تعهد من مصر أنها لن تدعم البرهان في الحرب ، صحيح أن التدخل المصري لم ينته ولكنه ليس فاعلاً كالسابق ، وقد أعتبر الرئيس السيسي سيطرة الدعم السريع على قاعدة مروي هو فشل للبرهان والذي بدأت قواته عاجزة عن مواجهة الدعم السريع منذ أيام الحرب الأولي ، لذلك لم يغامر ليرمي بكل ثقل لصالح جنرالات فاشلين سياسياً وعسكرياً .

الإشتباك الثاني مع مصر عندما سيطرت قوات الدعم السريع على قاعدة جبل أولياء وملاحقها من الكبري والخزان ، تصرف حميدتي بمسؤولية تامة وأكد بأن الخزان في الحفظ والصون وبأنه في وسع الفنيين المصريين مواصلهم عملهم ومراقبة منسوب النيل الأبيض كما كان في السابق لأن ذلك أمر تحكمه إتفاقيات دولية .. حميدتي كان يعلم بأمر المسيرات المصرية التي تفتك بقواته في الأحياء ، ويعلم أن موظفي الري المصري هم مجرد جواسيس وعملهم الحقيقي هو نقل المعلومات للمخابرات المصرية ، لكن حميدتي غض الطرف عن ذلك وتعامل مع هذا الملف كرجل دولة وتعامل مع مصر ببراغماتية ولم يبادلها العداء لأنه في أوان المعركة يجب أن تضع حداً للعداء ومساحة للتراجع .. على النقيض من ذلك ما فعله ياسر العطا ، كان كالثور الهائج في مستودع الخزف والذي حطم بقرنيه كل التحف .

ياسر العطا قام بإحراق أوراق بناء الثقة بين الجيش السوداني والدعم السريع في لحظات غضب وإنفعال ، وهو لا يدرك خطورة توسيع الحرب لتشمل تسعة دول أتهمها بدعم الدعم السريع من دون أن يقدم أدلة ، وبهذا العمل الأهوج إنقطع آخر خيط أمل بأن الحرب سوف تتوقف ليستعيد السودانيين حياتهم ، الخطاب كان إرتجالياً وسياسياً بالدرجة الأولى وتم تكرار المفردات التي كان يستخدمها المخلوع البشير والتي تسببت في عزلة السودان الدولية لعدة عقود ، أشاد ياسر العطا فقط بمجهودات جهاز الامن المخابرات ولكنه تجاهل تضحيات ضباط الجيش والجنود الذين ماتوا في كل المواقع العسكرية ..

والسؤال المطروح هو : لماذا كان هذا الخطاب في بورتسودان وليس في قاعدة وادي سيدنا بأمدرمان ؟؟ أعتقد أن هناك إنقساماً بين العسكريين الأربعة حول ملف المفاوضات . وأعتقد أن المناخ في قاعدة وادي سيدنا لا يشجع على قراءة هذا الخطاب المرتجل . والبقعة المناسبة كانت هي بورتسودان حيث يتجمع الفلول من كل صوب وحدب . وقد لاحظنا أن المصور الذي وثق الخطاب لم ينقل صورة الحاضرين والمستمعين المتحمسين مخافة أن يفضحهم الناس ويتعرفوا على خلفيتهم الكيزانية .

هذه الحرب لم تكشف أكذوبة جيش 56 وقدراته العسكرية والتي إنهارت امام ضربات شباب لم يتجاوز عمرهم العقدين من الزمان ولكنها كشف خواء هذه النخبة في التعامل مع الأزمات . لا يُمكن إدارة أزمة سياسية معقدة بطريقة أركان النقاش . ولو كانت لياسر العطا اليد الطولى والمخالب والأنياب التي تطحن لما سقطت أكثر من 15 حامية عسكرية تابعة للجيش في يد الدعم السريع . ولما كانت بورتسودان هي ملاذهم الثابت عند هروبهم من الخرطوم 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى