أحداث

تصاعد المطالبات الشعبية بإطلاق سراح معتقلي الجموعية في أم درمان


في سياق تصاعد المطالبات الشعبية، ناشدت أسر المعتقلين من قرى الجموعية الواقعة جنوبي مدينة أم درمان السلطات الأمنية بالإفراج الفوري عن أبنائهم المحتجزين، مشيرة إلى أن المعتقلين من أعضاء اللجنة السداسية كانوا قد اضطلعوا خلال العامين الماضيين بأدوار محورية في تقديم المساعدات الإنسانية وتأمين الحماية للسكان المحليين، وذلك في ظل ظروف قسرية فرضتها قوات الدعم السريع التي سيطرت على المنطقة خلال تلك الفترة.

وقد نفذت القوات الأمنية حملة اعتقالات استهدفت أعضاء اللجنة السداسية، وهي لجنة محلية كانت تجري مفاوضات مباشرة مع قوات الدعم السريع بشأن الوضع الأمني وسبل حماية المدنيين، في وقت كانت فيه تلك القوات تفرض سيطرتها على قرى الجموعية. وتأتي هذه الاعتقالات رغم الدور الذي لعبته اللجنة في تخفيف حدة الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق سكان المنطقة، وفق ما أفاد به عبد الله الكردي، أحد أقرباء المعتقلين وعضو اللجنة السداسية، الذي أكد أن اللجنة نجحت في تقليص حجم الانتهاكات خلال فترة السيطرة، معتبراً أن اعتقال أعضائها يمثل مكافأة غير مستحقة على جهودهم الإنسانية.

الكردي أشار إلى أن اللجنة السداسية كانت مسؤولة عن فتح ممرات آمنة لتأمين وصول السلع الضرورية والأدوية إلى سكان الجموعية، في وقت كانت فيه المنطقة معزولة بفعل العمليات العسكرية. كما أوضح أن اللجنة تمكنت من الحفاظ على حياة المدنيين عقب انسحاب الجيش من محليات جبل أولياء والجموعية في الأسابيع الأولى من اندلاع القتال، حيث واجه السكان حينها تهديدات مباشرة من قوات الدعم السريع.

وأضاف أن اللجنة تحركت بشكل عاجل لحماية المواطنين من الهجمات المتكررة، وتمكنت من الحصول على ضمانات أمنية بعدم استهداف القرى، وهو ما ساهم في تقليل حجم الخسائر البشرية والمادية. وطالب بالإفراج الفوري عن أعضاء اللجنة دون تأخير، مشيراً إلى وجود معلومات غير مؤكدة تفيد بانتظار المعتقلين لإجراءات المحاكمة.

وكانت قرى الجموعية قد خضعت لسيطرة قوات الدعم السريع منذ منتصف عام 2023 وحتى مايو 2025، وهي فترة شهدت انتهاكات واسعة النطاق، شملت قتل عشرات المدنيين، ونهب الممتلكات، وتدمير أنظمة الطاقة الشمسية في محطات المياه، وفق تقارير حقوقية موثقة. وقد تصاعدت وتيرة الانتهاكات بين شهري مارس ومايو 2025، حيث شنت قوات الدعم السريع هجمات وصفت بالانتقامية على أكثر من 15 قرية، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 170 شخصًا ونزوح آلاف الأسر. بحسب مصادر محلية وتقارير إعلامية.

وفي العشرين من مايو 2025، تمكنت القوات المسلحة السودانية من استعادة السيطرة على مدينة الصالحة، وتوغلت نحو قرى الجموعية. منهية بذلك وجود قوات الدعم السريع في المنطقة الواقعة غربي العاصمة الخرطوم. وعلى الرغم من هذا التقدم العسكري. لا تزال تداعيات الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع تلقي بظلالها على الوضع الإنساني في الجموعية. وسط مطالبات متزايدة بمحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم والإفراج عن المعتقلين الذين لعبوا دورًا إنسانيًا حاسمًا خلال فترة الأزمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى