تصاعد التوتر بين البرهان وقادة الحركات المسلحة في ظل تشكيل الحكومة السودانية الجديدة

في ظل الاستعدادات الجارية لتشكيل حكومة انتقالية جديدة في السودان، تظهر بوادر توتر متزايدة بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وعدد من قادة الحركات المسلحة، أبرزهم رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم. هذا الخلاف يدور حول توزيع الحقائب الوزارية، وتحديدًا الوزارات السيادية، في خطوة أعلن عنها البرهان تهدف إلى إعادة هيكلة السلطة التنفيذية وتقليل المحاصصة السياسية التي سادت خلال الفترات السابقة.
-
البرهان في مرمى الإخوان.. تحجيم متبادل أم ساعة الإطاحة؟
-
الإخوان يدعمون البرهان: وقود الحرب وانهيار الدولة في السودان
وبحسب مصادر مطلعة، فقد أبلغ البرهان قادة الحركات المسلحة، ومن بينهم جبريل إبراهيم، بأن الحكومة المقبلة لن تستوعب المطالب التقليدية المتعلقة بتقاسم الوزارات، وأن حركة العدل والمساواة ستحصل فقط على وزارة المالية، دون إضافة أي حقيبة وزارية أخرى كما كان متوقعًا. تُعد هذه الخطوة جزءًا من توجه أوسع يهدف إلى تقليص دور الحركات المسلحة في المشهد الحكومي، بعد الانتقادات الكثيرة التي طالت اتفاق جوبا للسلام وتأثيره على أداء المؤسسات الحكومية.
-
البرهان يستفز السودانيين.. وشعارات الثورة تعود إلى الشارع
-
في تصريحات مثيرة للجدل.. البرهان يدافع عن الإخوان المسلمين
جبريل إبراهيم رفض المقترح بشكل قاطع، مشترطًا مشاركة حركته في الحكومة بحقيبتين وزاريتين على الأقل، بما في ذلك وزارة المالية، مؤكداً أن الاتفاق السياسي الذي أبرمته الحركة يمنحها حق المشاركة الفعلية في إدارة الدولة، وليس مجرد تمثيل شكلي. من ناحية أخرى، أبدى رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي مرونة أكبر، حيث رحب بأي مبادرة تهدف إلى تقليص عدد الوزارات وتعزيز الكفاءة الحكومية، مشيرًا إلى أن الأولوية الآن هي لمصلحة الوطن والخروج به من الأزمة الاقتصادية والسياسية الحالية.
-
البرهان بين حسابات السلطة ومعارك النفوذ.. الميكافيلية السودانية في أوجها
-
من البشير إلى البرهان: الإخوان يواصلون تخريب السودان
موازين قوى جديدة في المشهد السياسي السوداني
يُنظر إلى تحرك البرهان لإعادة ترتيب المشهد الحكومي باعتباره محاولة لبناء حكومة “تكنوقراط مصغرة” تعتمد على الكفاءات بدلاً من القوى المسلحة التي لم تنجح في تحقيق الأداء المرجو منها في الوزارات التي تولاتها. ومع ذلك، تبقى هناك تساؤلات كبيرة حول مستقبل اتفاق جوبا للسلام. وهل سيصمد أمام الضغوط لتقييد امتيازات الموقعين عليه؟ كما أن الانقسام بين جبريل ومناوي يثير مخاوف من تصدع التحالفات السياسية التي نشأت على أساس الاتفاق ذاته.
-
البرهان يستدعي وجوه النظام السابق مع تصاعد عزلته الإقليمية والدولية
-
البرهان يثير الغضب الشعبي في الفاشر… وثوار اللساتك يردون
البرهان بين المناورة والضغط
تحرك البرهان نحو تقليص نفوذ الحركات المسلحة ليس خاليًا من المخاطر. فجبريل إبراهيم لا يملك فقط وزراً وزنية كوزارة المالية التي يسيطر عليها منذ سنوات، بل يمتلك أيضًا شبكة علاقات إقليمية واسعة يمكن استخدامها كوسيلة ضغط في حال تصاعد الخلاف. في المقابل، فإن مرونة موقف مناوي توفر للبرهان مساحة أكبر للمناورة، وتجعله قادرًا على إظهار استجابته لبعض القوى المسلحة. مما قد يعزز موقفه داخليًا وخارجيًا، خاصة أمام المجتمع الدولي.
-
تحالف الضرورة ينقلب على السودان.. البرهان والإخوان على مفترق الدولة
-
السلطة أولاً: لماذا أطاح البرهان بالمسار المدني؟
مشهد مضطرب.. ومرحلة انتقالية جديدة
يشكل التوتر الحالي بين البرهان والحركات المسلحة مرحلة محورية في العملية السياسية بالسودان، وهي مرحلة تتسم بالهشاشة وعدم الثقة. وبين رفض جبريل واستجابة مناوي، يبدو أن البلاد على أعتاب مرحلة جديدة، قد تكون نهاية لعصر “المحاصصة المسلحة”. واختبارًا حقيقيًا للقوى السياسية التي تسعى فعلاً لبناء دولة مدنية مستقرة، بعيدًا عن صراعات النفوذ والسلطة.
-
ضربات دقيقة تهز معسكرات الإسلاميين في بورتسودان: هروب جماعي وصمت مريب من البرهان
-
وعود البرهان المضلّلة: كيف يعيد العسكر إنتاج النظام القديم باسم الانتقال الديمقراطي؟
-
ارتباط الجيش والبرهان بالحركة الإسلامية: اتفاقات سرية وواجهات جديدة
