تدهور غير مسبوق للأوضاع الأمنية في “الضعين والفاشر” بالسودان
تدهورت الأوضاع الأمنية في ولايتي شمال وشرق دارفور، على نحو غير مسبوق، على خلفية محاصرة قوات الدعم السريع لمدينتي “الفاشر والضعين”، وسط مخاوف من انزلاق الإقليم نحو الحرب الأهلية.
وقالت مصادر لـ”إرم نيوز” إن مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، تشهد توترات أمنية غير مسبوقة على خلفية دفع قوات الدعم السريع بتعزيزات عسكرية كبيرة طوقت المدينة من 3 اتجاهات، وتتأهب لمهاجمة قيادة الفرقة الـ 20 التابعة للجيش بالمدينة.
وأضافت المصادر أن زعيم قبيلة الرزيقات التي تنحدر منها قيادات وغالبية مقاتلي قوات الدعم السريع، يقود جهودًا للوساطة بين الطرفين وتجنيبهما المواجهات العسكرية، نظرًا لأن مدينة الضعين تكتظ بالسكان بعد تدفق النازحين عليها من مناطق مختلفة بدارفور.
وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع أمهلت زعيم قبيلة الرزيقات مدة أقصاها، يوم الأحد المقبل، لأجل حث قيادة الفرقة الـ 20 على الاستسلام أو مهاجمتها.
من جهتها تعيش مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، تحت حصار قوات الدعم السريع، وسط مخاوف من دخول قوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، طرفًا في القتال إلى جانب الجيش، ما يفتح الباب أمام انزلاق المنطقة نحو الصراع العرقي.
وبحسب مصادر محلية، فإن قوات الحركات المسلحة التي تتخذ من الفاشر عاصمة لها، وسعت انتشارها داخل السوق والأحياء السكنية، وأقامت “إرتكازات” على طول الشوارع المحيطة بقيادة الجيش في الفرقة السادسة.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الدعم السريع بدورها عززت وجودها العسكري حول الفاشر، وسط إصرارها على مهاجمة قيادة الجيش المتحصنة داخل المدينة.
وكانت بعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، أعلنت يوم الخميس، تخليها عن موقف الحياد الذي اتخذته في وقت سابق حيال الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، قائلة إنها ستنخرط في العمليات العسكرية الجارية على كافة الجبهات.
واليوم الجمعة، أكدت حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، في بيان للمتحدث باسمها الصادق علي النور، أنها “ستقاتل حتى آخر جندي في صفوفها من أجل سلامة المواطن السوداني ووحدة الوطن وترابه”.
وسيطرت قوات الدعم السريع، في وقت سابق، على مدن “نيالا وزالنجي والجنينة” بعد معارك ضارية مع الجيش انتهت بفقدانه لمقاره في ولايات جنوب ووسط وغرب دارفور.