تحقيقات

تحقيق خاص: كيف أوقفت «الدعم السريع» التفوق الجوي للجيش السوداني في دارفور؟


فقد الطيران الحربي للجيش السوداني القدرة على التحليق في دارفور، غرب البلاد، وتوجيه ضربات جوية مكثفة على مدن الإقليم. الذي تسيطر عليها قوات “الدعم السريع” التي درج عليها منذ اندلاع الحرب في البلاد قبل عامين.

ومرّت 3 أسابيع على تنفيذ آخر غارة، كانت استهدفت بلدة طرة بشمال دارفور. راح ضحيتها أكثر من 400 قتيل، ومئات الجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال.

لكن السبب الرئيسي لعجز الجيش السوداني عن استخدام قوته الجوية بفعالية. ما يتردد عن حصول الدعم السريع على أنظمة دفاع وتشويش حديثة للتعامل مع أي طائرات حربية مقاتلة أو مسّيرات. تخترق أجواء دارفور

وكشفت حركة جيش تحرير السودان، بقيادة حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في بيان قبل أسبوعين عن توقف الهجمات .التي كان يشنها طيران الجيش على مواقع “قوات الدعم السريع” في محيط مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.

وتُعد الفاشر المعقل الأخير للجيش السوداني وحلفائه في القوة المشتركة. للحركات المسلحة في إقليم دارفور، وتحاول “الدعم السريع” السيطرة عليها لإحكام نفوذها على كامل الإقليم. الذي باتت 4 من أصل 5 ولايات تشكّله تحت إمرتها.

وفي وقت سابق، أكد قادة كبار أن قوات الدعم السريع بصدد امتلاك أنظمة مضادة للطيران الحربي. لتعزيز حماية الأجواء ضد الاعتداءات التي يتعرض لها المدنيون من قبل طيران الجيش.

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل/ نيسان 2023 استطاعت قوات الدعم السريع إسقاط عدد من الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني من طراز (الانتنوف واليوشن) في العاصمة الخرطوم ودارفور.

ويعاني “سلاح الجو السوداني” من صعوبة الحصول على قطع الغيار للطيران الحربي، والصواريخ التي تحملها الطائرات. وأصبح يعتمد بشكل رئيسي على البراميل المتفجرة التي تسببت في مقتل وجرح أعداد كبيرة من المدنيين.

وبحسب إحصاءات نشرتها قوات الدعم السريع الشهر الماضي، قُتل أكثر من 5000 من المدنيين خلال الأشهر القليلة الماضية جراء الغارات الجوية على مدن نيالا والضعين والفاشر.

وتعهدت “حكومة الوحدة والسلام” المزمع الإعلان عنها .قريبا بوقف القصف الجوي وتحييد طيران الجيش لحماية المدنيين في كل أنحاء السودان

وقالت مصادر إن الدعم السريع نجحت في تطوير منظومتها الدفاعية بصورة ملحوظة، عبر نشر وحدات متحركة مضادة للطيران. حدت كثيراً من قدرة وفاعلية الطائرات الحربية للجيش السوداني في تنفيذ غارات جوية في كثير من مناطق دارفور، وعدّت ذلك تحولاً نوعياً في موازين القوى لصالح (الدعم السريع).

وأضافت أن الدفاعات الأرضية تستطيع أن ترصد .وتستهدف الطائرات لحظة دخولها المجال الجوي للمناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

ومن جانبها قالت القيادية في “تحالف السودان التأسيسي”، لنا مهدي، إن “جيش البرهان” يعجز في الوقت الحالي عن تنفيذ أي غارات، وذلك لضعف الكفاءة التشغيلية لطيرانه الحربي. الذي يفتقر إلى التحديث في التسليح والتقنيات المستخدمة. واستنزاف مستودعات ذخيرته الجوية؛ نتيجة الاستهلاك العشوائي منذ بداية الحرب.

وأضافت بأن قوات الدعم السريع أثبتت امتلاكها لغطاء دفاعي متقدم نشر في مدن دارفور. وفشلت الطائرات المقاتلة في شن أي غارة مؤثرة واضطرت إلى الانسحاب بعد تعرضها لنيران دقيقة ومركزة.

وأشارت إلى أن الغارات التي نفذها الجيش في بعض المدن لم تحقق أي أهداف استراتيجية بل جاءت عشوائية، وتسبب في سقوط مدنيين عزل. ما عزز من صورة الجيش كقوة عمياء وغير احترافية أمام المجتمع الدولي.

وذكرت أن “قوات الدعم السريع” تواصل تطوير قدراتها الدفاعية المضادة، وهو ما حرم العدو من استخدام الجو كأداة ضغط وهو ما أسهم في الحفاظ على توازن المعركة رغم فارق التسليح النوعي.

وقالت مهدي، إن المعادلة تغيرت بفعل التقدم النوعي لــ(الدعم السريع) في حرب الدفاع الجوي. ونجحت في تحويل المناطق التي تسيطر عليها إلى ما يشبه المظلة المغلقة أمام الطيران المعادي، ويلاحظ انخفاضاً واضحاً في فعالية الغارات الجوية في الأشهر الأخيرة.

وأضافت أن الجيش السوداني فشل في تعقب وتدمير الوحدات المضادة للطيران، وهو ما يسمى عسكرياً بحرب الدفاع النشط التي لا تعتمد على مواقع ثابتة بل على مرونة التمركز وسرعة الرد. وهذه إحدى أهم نقاط الفشل في استراتيجية القوات الجوية التابعة للجيش.

ووفق المصادر، فإن التفوق الدفاعي الجوي مكن الدعم السريع من صد الهجمات الجوية. وحرمان الجيش من غطاء جوي فعال، ونجح في تحييد الطرف الآخر جواً وفرض معادلة ردع.

ومنذ اندلاع الحرب أسقطت قوات الدعم السريع أكثر من 10 طائرات بصواريخ أرض. كانت في مهمات قتالية وبعضها في مهمات استطلاع. ما أربك طواقم الطيران ودفعها إلى تنفيذ المهام من ارتفاعات عالية جداً جعلت دقة التصويب شبه مستحيلة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى