تحركات جديدة: إخوان السودان والجيش في تحالف مكشوف
عادت قيادات كبيرة من الإخوان المسلمين والنظام السوداني السابق إلى الواجهة في الحرب الحالية ضد قوات الدعم السريع، وعلى رأسهم رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول إبراهيم محمود حامد. وقد أكدت تصريحات أدلى بها يوم أمس من مطار بورتسودان الدور المحوري للحركة الإسلامية في إشعال الحرب الجارية بهدف العودة إلى السلطة، مدفوعين بدعم وتواطؤ قيادة الجيش الحالية.
-
السودانيون في مواجهة الإرهاب: الإخوان يهددون بتصفية المدنيين
-
تصاعد التهديدات “الإخوانية” بتصفية المدنيين يثير ضجة في السودان
ووفق ما نقل مركز (إدراك) في تقرير له، فإنّ إبراهيم محمود بمجرد وصوله إلى مطار بورتسودان أمس، ألقى خطاباً تحدث فيه عن “النصر، وانتهاء الحرب”، ممّا أثار الكثير من الجدل حول دوره ودور حزبه المحلول في الحرب. وكانت عودته المفاجئة نفسها بمثابة إعلان ضمني أنّ النظام السابق لم ينتهِ، بل هو باقٍ داخل الجيش والأجهزة الأمنية والعسكرية، وأنّ الإخوان يسعون بقوة لاستعادة نفوذهم السابق.
استقبال إبراهيم محمود في الصالة الرئاسية بمطار بورتسودان، بتنسيق من القيادة العسكرية، يؤكد العلاقة الوطيدة بين هذه القيادات والجيش الحالي، الذي يبدو واضحاً أنّه ما زال واقعاً تحت إمرة الحركة الإسلامية.
-
دارفور تشهد معارك شرسة: قوات الدعم السريع تتصدى لهجوم الإخوان
-
فظائع جديدة في السودان: الإخوان تحت الاتهام بتنفيذ إعدامات ميدانية
كما أنّ طواف إبراهيم محمود في المدينة، وزياراته في اليوم الأول لمنازل بعض قادة الإدارات الأهلية ورموز الإخوان المسلمين، وهو محاط بأطقم حراسة وحماية عسكرية تابعة للجيش، مؤشر لا يدع مجالاً للشك بأنّ الجيش وقيادته يأتمرون بأمر الحركة الإسلامية، وأنّ الجيش لا يعدو أكثر من كونه جناحاً عسكرياً لهم.
تصريحات محمود
تصريحات محمود استهدفت “العدو الأكبر”، في إشارة إلى الولايات المتحدة، كما أشار إلى حركة طالبان كنموذج للإسلاميين في السودان، وهو ما يؤكد أنّ قيادات المؤتمر الوطني المحلول يرون في أنفسهم قوة قادرة على مواجهة الضغوط الدولية واستعادة السيطرة. هذه التصريحات، التي ترافقت مع مظاهر حشد شعبي من أنصار الحركة الإسلامية، تشير بوضوح إلى أنّ هذه الحرب لا علاقة لها بقوات الدعم السريع، بل هي مدبرة من قبل الإسلاميين للعودة إلى السلطة من خلال القوة العسكرية.
-
مطالب بحل الجيش السوداني وملاحقة الإخوان… فضيحة جديدة تطال البرهان
-
واشنطن تهدد الجيش السوداني والإخوان وسط تصاعد التوترات
علاقة الكباشي بالتنظيم العسكري للإسلاميين
من جهة أخرى، برز الفريق شمس الدين كباشي كأحد القيادات العسكرية المرتبطة بشكل وثيق بالحركة الإسلامية، فقد ظهر في جبل الدود برفقة قيادات إسلامية أخرى مثل أحمد عباس، رئيس الحركة الإسلامية في الولاية، وألقى خطاباً يحمل شعارات وإشارات جهادية واضحة لا عقيدة عسكرية ووطنية.
هذا الظهور يؤكد أيضاً أنّ قادة الجيش الحاليين ما زالوا على ارتباط قوي بالفكر الإخواني، وأنّهم يقاتلون تحت راية الإسلاميين، وهو ما يضع الجيش في موقع المتواطئ مع هذه القيادات في إدارة الحرب. وتؤكد هذه التطورات أنّ الإسلاميين لم يغادروا المشهد السياسي بالكامل، وأنّهم يسعون من خلال دعمهم العسكري لاستعادة السلطة التي فقدوها بعد ثورة كانون الأول (ديسمبر).
-
الولايات المتحدة تقود تحركًا دوليًا لإزاحة البرهان والإخوان في السودان
-
الإخوان يسعون نحو تقسيم السودان: استراتيجياتهم ومخططاتهم المستقبلية
خاتمة
يعود الإسلاميون إلى الواجهة مدعومين بقيادات الجيش الذين يدينون بالولاء للحركة الإسلامية، وهو ما يجعل من الصعب فصل الصراع الدائر عن طموحات هذه الجماعة في إعادة إنتاج نظامها السابق. ولكن رغم ذلك يبدو الشارع السوداني، الذي أشعل ثورة كانون الأول (ديسمبر)، أكثر وعياً وإصراراً على عدم السماح بعودة الإسلاميين إلى الحكم مرة أخرى.
وما يزال الشعب السوداني متمسكاً بشعلة الثورة، والدعوة إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية، رافضاً أيّ محاولات لإعادة تدوير النظام السابق تحت غطاء جديد.